وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بفضْلِهِ + على قَوْمِهِ يُسْتَغنَ عنهُ وَيُذْمَمِ
يقول: من كان ذا فضل ومال فبخل به استغني عنه وذم، فأظهر التضعيف على لغة أهل الحجاز؛ لأن لغتهم إظهار التضعيف في محل الجزم والبناء على الوقف.
تحليل البيت:
البيت من معلقة الشاعر العربي الجاهلي زهير بن أبي سلمى، وهو من أبيات القصيدة التي تتحدث عن الكرم، وضرورة بذل المعروف للغير.
في البيت، يؤكد زهير أن من يبخل بفضله على قومه سيُستغنى عنه، وسيُذمَم.
يقصد بـ"الفضل" أي الخير، أو المعروف، أو المساعدة. ويقصد بـ"يُستغنى عنه" أي أنه لن يكون مرغوبًا فيه، ولن يُطلب منه المساعدة. ويقصد بـ"يُذمَم" أي أنه سيُعاب ويُنتقد.
ومعنى البيت أن من يبخل بفضله على قومه سيُحرم من محبتهم وتقديرهم، وسيُتهم بالبخل والشح.
وعلى مستوى الأسلوب، يتميز البيت بالوضوح والبساطة، حيث استخدم الشاعر كلمات سهلة ومفهومة، وجملًا قصيرة وسهلة الفهم. كما استخدم البحر البسيط، وهو من البحور السهلة الوزن والضبط.
الخصائص الفنية:
وفيما يلي بعض الملاحظات على البيت:
- استخدام أسلوب الشرط للتأكيد على نتيجة البخل.
- استخدام أسلوب التعاطف في قوله: "يُسْتَغنَ عنهُ وَيُذْمَمِ".
- استخدام أسلوب التورية في قوله: "يُذْمَمِ". حيث يمكن فهمه على أنه ذم من الناس، أو ذم من الله.
وبشكل عام، يعد هذا البيت من الأبيات الجميلة في معلقة زهير بن أبي سلمى، حيث يعبر عن فكرة اجتماعية مهمة، وهي أهمية الكرم والبذل للغير.
تطبيق لهذا البيت في حياتنا اليومية:
وإليك بعض الأمثلة على كيفية تطبيق هذا البيت في حياتنا اليومية:
- إذا كان لدى شخص ما مال أو علم أو سلطة، وامتنع عن مساعدته لأهله أو قومه، فسيفقد احترامهم وتقديرهم.
- إذا كان لدى شخص ما موهبة أو مهارة، ولم يشاركها مع الآخرين، فسيُتهم بالبخل والشح.
- إذا كان لدى شخص ما علم أو معرفة، ولم ينشرها بين الناس، فسيُحرم من فوائدها.
وهكذا، فإن البيت يؤكد على أهمية بذل المعروف والخير للغير، وعدم البخل بما نملك.
التسميات
شرح معلقة زهير بن أبي سلمى