شرح وتحليل: لا يَطْبَعونَ وَلا يَبورُ فَعالُهُم + إِذ لا يَميلُ مَعَ الْهَوَى أَحلامُها

لا يَطْبَعونَ وَلا يَبورُ فَعالُهُم + إِذ لا يَميلُ مَعَ الْهَوَى أَحلامُها

  • الطبع: تدنّس العرض وتلطخه، والفعل طبع يطبع.
  • البوار: الفساد والهلاك.
  • الفعال: فعل الواحد جميلًا كان أو قبيحًا، كذا قال ثعلب والمبرد وابن الأنباري وابن الأعرابي.
يقول: لا تتدنس أعراضهم بعارِ ولا تفسد أفعالهم إذ لا تميل عقولهم مع أهوائهم.

الشطر الأول: لا يَطْبَعونَ وَلا يَبورُ فَعالُهُم

التحليل اللغوي:

  • لا يطبعون: الجملة فعلية منفية، الفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره (هم). تدل على سلب صفة الطبع عن هؤلاء الأشخاص، أي أنهم لا يرتكبون الفواحش ولا يلطخون سمعتهم.
  • ولا يبور فعالهُم: جملة فعلية منفية، الفاعل (فعالهُم) يعود على أفعال هؤلاء الأشخاص. تعني أن أفعالهم لا تفسد ولا تهلك، بل هي أفعال صالحة.

المعنى العام:

لا يرتكب هؤلاء الأشخاص أفعالًا قبيحة ولا تفسد أفعالهم، أي أنهم أناس طيبون وأفعالهم صالحة.

الشطر الثاني: إِذ لا يَميلُ مَعَ الْهَوَى أَحلامُها

التحليل اللغوي:

  • إذ لا يميل: جملة شرطية جازمة، الشرط جملة فعلية منفية. تدل على سبب عدم فساد أفعالهم.
  • مع الهوى: ظرف مكان منصوب، يعني مع الميل إلى الشهوات والأهواء.
  • أحلامها: فاعل لفعل (يميل)، ويعود على عقول هؤلاء الأشخاص.

المعنى العام:

السبب في عدم فساد أفعالهم هو أن عقولهم لا تميل مع الشهوات والأهواء، بل تتبع الحق والصواب.

المعنى الكلي للشطرين:

يعني الشطران معًا أن هؤلاء الأشخاص يتمتعون بأخلاق عالية ونفس قوية، فهم لا يرتكبون الفواحش ولا تفسد أفعالهم، والسبب في ذلك هو أنهم لا يتبعون شهواتهم وأهوائهم بل يتبعون الحق والصواب.

التحليل البلاغي:

  • التضاد: هناك تضاد بين كلمتي (يطبعون) و(يبور) مما يعطي قوة للتعبير ويوضح النقيضين.
  • التكرار: تكرار النفي (لا) يعطي قوة للتأكيد على معنى النفي.
  • الطباق: طباق المعنى بين (يميل) و(الهوى) مما يوضح معنى الابتعاد عن الشهوات.

الخلاصة:

الشطران يصفان نموذجًا مثاليًا للإنسان الصالح الذي يتمتع بأخلاق عالية ونفس قوية، وهو نموذج يستحق الإشادة والاقتداء.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال