الصفات المشتركة بين سكان الوطن العربي.. اللغة. الدين. التاريخ المشترك

 سكان الوطن العربي أمة ذات صفات مشتركة من حيث اللغة والدين والتاريخ المشترك.

 1- اللغة.
لأنها اللغة الرسمية في أكثر من 20 دولة، ولأنها اللغة الأوسع والأكثر صعوبة في العالم، تحتفي الأمم المتحدة في 18 ديسمبر باللغة العربية في يوم رسمي عالمي. لكن العروبة ليست الثقافة الوحيدة في المنطقة، ومن المحيط إلى الخليج، خليط متنوع من الثقافات ولغاتها المتعددة.

وهذه أهم اللغات المحكية في كل بلد عربي، والتي قد تكون في بعض البلدان أهم من العربية، وتشير إلى ثقافة البلد الأصلية أكثر من العروبة.

اللغة القمرية Comorian:
اللغة القمرية، Comorian  اللغة مرتبطة باللغة السويحيلية، وهي اللغة المحلية والمتداولة في جمهورية جزر القمر.

أما العربية فهي شبه محصورة بالقرآن والتعاليم الإسلامية، لأن معاملات الدولة الإدارية والقانونية تصاغ باللغة الفرنسية.

اللغة الصومالية:
اللغة الصومالية هي لغة خاصة ليس فقط بالصومال، فيفهمها أهل جيبوتي واليمن وإثيوبيا وكينيا من الدول الإفريقية غير العربية، ويستخدمها بعضهم أيضاً.

وهي اللغة الرسمية والوطنية في الصومال، مشتقة من "سمالي" اللغة الصومالية الأصلية القديمة، إلا أن هذه الأخيرة أوشكت على الانقراض بعد التحديثات التي فرضتها اللغة الصومالية الجديدة، ولا يتكلمها إلا كبار السن.

Zenaga:
لغة Zenaga  هي لغة جنوب موريتانيا القديمة، ومع أن العربية هي اللغة الرسمية والأكثر تداولاً بين العامة في البلاد، لا تزال اللغة الجنوبية القديمة قائمة ومستخدمة.

وهي لغة تشترك في بنيتها الرئيسية مع لغات بربرية أخرى، إلا أنها تختلف في تفاصيلها.
علماً أن أهل موريتانيا يتحدثون أو يفهمون على الأقل اللغة الفرنسية، بعد الانتداب الفرنسي الطويل عليها، إلا أن تلك الظاهرة تراجعت في السنوات الأخيرة.

السودانيات:
اللغة العربية في السودان موجودة جنباً إلى جنب مع لغات القبائل الأخرى، كالسودانية العربية ولهجتي نجدي وحجازي المنتشرتين في وسط السودان، والتي أخذت قديماً من شبه الجزيرة العربية، والتشادية العربية الموجودة في المناطق الغربية على الحدود مع التشاد، والتي تتحدث بها مختلف القبائل الأفريقية.

واللغة النوبية المنتشرة في أقصى الشمال ويتحدثها بشكل رئيسي سكان مناطق المحس ودنقلا وحلفا، كما يتحدث نحو 300 ألف مصري من أسوان النوبية نفسها.

الروهينغا والتغالوغ:
على مر التاريخ كانت السعودية مقصداً لعدد كبير من العمال الأجانب وأسرهم نظراً للغنى والنفط.

فقد قصدها الكثير من الجيولوجيين والمهندسين والعمال حاملين معهم لغاتهم التي انتشرت في السعودية، ومنها الروهينغا، التي قدمت مع المهاجرين من ميانمار (بورما سابقاً)، ويستخدمها نحو 400 ألف، ولغة التغالوغ التي أتى بها المهاجرون الفلبينيون، الباحثون عن فرص عمل وأجور عالية، ومنهم نحو 700 ألف يتكلمون لغة التغالوغ.

المهري:
بالرغم من أن اليمن تعد من أقدم الحضارات العربية، يوجد فيها بعض اللغات المتداولة التي ليس لها جذور عربية، من أبرز هذة اللغات لغة المهري التي وجدت في اليمن منذ القرن السابع ميلادي، وهي على وشك الانقراض، إذ لا يتكلم بها إلا نحو 70 ألفاً.
وتنتشر في اليمن أيضاً اللغة الصومالية، إذ يوجد ما يزيد عن 700 ألف يتكلمونها بطلاقة.

القبطية:
لغة سكان مصر الأصليين، الأقباط الذين يرتبط تاريخهم بشكل رئيسي مع الفراعنة، لكن هذه اللغة لا تستخدم الآن إلا بين الأقباط القدامى، أو في الكنائس القبطية المصرية.

الأمازيغية:
هي اللغة القديمة التي تنتمي إلى مجموعة اللغات الأفروآسيوية، ويتكلمها الأمازيغ، سكان شمال إفريقيا.

في البلاد العربية، ما زال الكثير من سكان المغرب والجزائر يتداولون الأمازيغية، لأن قبائلهم وأصولهم تعود إلى الثقافة نفسها، لكن هذه اللغة تطورت وتغيرت كثيراً، لما أدخلته الثقافة العربية عليها.

 2- الدين:
غالبية سكان الوطن العربي هم من المسلمين مع وجود أقليات من أديان أخرى كالمسيحية والوثنية واليزيدية والصابئة والبهائية واليهود.
يدين بعض العمال الآسيويين بديانات أخرى مثل البوذية والهندوس والسيخ.

أما الغالبية الساحقة من المسلمين في الوطن العربي فهم من السنة مع وجود أقلية شيعية من مختلف فرق الشيعة وغالبيتهم من الإثني عشرية؛ وتوجد أقلية صغيرة من الإباضيين.
أما المسيحيون فغالبيتهم من الأرثوذكس ثم الكاثوليك وأقلية من البروتستانت والأرمن والمستقلين.

 3- التاريخ المشترك:
بدأ تاريخ الوطن العربي في شبه الجزيرة العربية ومنها إلى دول للوطن العربي عن طريق الهجرة.

اُفتتحت مصر في عام 639م، وبعدها قام عقبة بن نافع بنشر الإسلام في المغرب العربي وأكمل عنه المسيرة القائد موسى بن النصير وفي عام 92 هجريا تم فتح بلاد الأندلس على يد المسلمين بقيادة طارق بن زياد وتم الانتهاء من الفتح عام 95 هجرية.

وبعد أن تمكن السلطان سليم الأول من حكم بلاد الشام ودخل دمشق بعد معركة مرج دابق التي انتصر فيها العثمانيون وأتاحت له دخول دمشق بسهولة وقرر السلطان سليم الأول فتح مصر وقضي على الدولة المملوكية.

واستغرق دخول الإسلام من مصر إلى بلاد الشام ثلاثة قرون ابتداء من القرن الثامن وحتى القرن الحادي عشر وتم تقسيم الوطن العربي إلى دول بعد قيام الحرب العالمية الأولى وضعف الدولة العثمانية ونتج عنهم تفكك الأملاك المشتركة مع بريطانيا وفرنسا وقاموا بتقسيم الوطن العربي بنفسهم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال