مملكة المسبعات: حكاية صراع وتاريخ في قلب السودان
تعتبر مملكة المسبعات إحدى أهم الممالك التي شهدتها بلاد السودان، وقد نشأت في إقليم كردفان، تلك المنطقة الغنية بالثروات والموارد، وترجح الدراسات التاريخية أن تأسيس هذه المملكة يعود إلى الفترة الممتدة بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. وقد قامت هذه المملكة على يد مجموعات عربية هاجرت إلى المنطقة واستوطنت فيها، مما أثر بشكل كبير على تركيبتها السكانية وثقافتها.
صراع على السلطة والسيطرة:
لم تستقر مملكة المسبعات في عزلة عن محيطها الجغرافي والسياسي، بل كانت جزءًا من صراع إقليمي شمل قوى إقليمية أخرى مثل مملكة الفور ومملكة الفونج. دارت بين هذه الممالك حروب طاحنة على مدى قرون، وكان الهدف الأسمى لكل منها السيطرة على إقليم كردفان الغني، مما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة.
انهيار الهيكل الإداري:
نتج عن هذه الحروب المستمرة انهيار الهيكل الإداري للدولة المسبعاتية، وتراجع مستوى الخدمات العامة، وانهيار الأنظمة والقوانين التي كانت تحكم حياة الناس. وقد أدى هذا الوضع إلى تفكك المجتمع وتدهور الأوضاع المعيشية للسكان.
احتلال تركي ومقاومة شرسة:
في منتصف القرن التاسع عشر، وصلت جيوش الغزو التركي إلى السودان، واستطاعت احتلال عدد من الممالك السودانية، ومن بينها مملكة المسبعات. وقد قاوم ملك المسبعات المقدوم مسلم الغزو التركي بكل قوة، ودارت بين الطرفين معركة بارا الشهيرة عام 1821م، إلا أن الغزاة تمكنوا في النهاية من السيطرة على العاصمة الأبيض.
الأنصار والإنجليز:
بعد سقوط الحكم التركي، شهد السودان صعود دولة المهدية بقيادة محمد أحمد المهدي، وتمكن أنصاره من تحرير الأبيض من أيدي الأتراك عام 1883م. وظل إقليم كردفان تحت سيطرة المهدية حتى جاء الاستعمار البريطاني الذي احتل السودان عام 1898م، ووضع نهاية لحكم المهدية.
خاتمة:
تعتبر قصة مملكة المسبعات ملحمة تاريخية حافلة بالأحداث، وتسلط الضوء على فترة مهمة من تاريخ السودان. وقد تركت هذه المملكة إرثًا حضارياً وثقافياً غنياً، ولا تزال آثارها موجودة حتى يومنا هذا.
التسميات
فونج