حملة العلم في عمان:
1- بشير بن المنذر النزواني:
هو العلامة الكبير بشير بن المنذر النزواني (نسبة إلى نزوى إحدى مدن عمان) من علماء الإباضية الأوائل، وممن حملوا العلم من البصرة إلى عمان، توفي سنة 178هـ 794م.
وهو من عقر نزوى وكان يسمى الشيخ الكبير وهو المراد بالشيخ عند الإطلاق في الأثر المشرقي وكان من بني نافع من بني سامة بن لؤي بن غالب وهو جد بني زياد.
وهو من علماء القرن الرابع الهجري.
عاصر ابن بركة وأبا سعيد الكدمي، وأبا عبد الله محمد بن روح، وغيرهم من المشايخ.
يبدو أنه كان رستاقي الاتجاه في مسألة الصلت وراشد.
تتلمذ على يديه أبو الحسن علي بن محمد البسيوي.
2- منير بن النير الجعلاني:
هو الشيخ العلامة الشهيد المنير بن النير بن عبدالملك بن وسار بن وهب بن عبيد بن صلت بن يحي بن حضرمي بن ريام الريامي الجعلاني؛ كان (رحمه الله) من المعمرين فقد عاش مائة وعشر سنين ــ فيما يروى ــ هو أيضا أحد العلماء الأربعة الذين نقلوا العلم عن الأمام الربيع بن حبيب من االبصرة إلى عمان.
وهنا وقفة حول ما قيل عن عُمر المنير، وتاريخ وفاته، فقد شهر في التاريخ العُماني أن الشيخ المنير (رحمه الله تعالى) كان في الجيش الذي قاده الأهيف بن حمحام الهنائي لمقاتلة الطاغية محمد بن بور وإخراجه من عمان، فالتقوا بدما (السيب حاليا) قرب مسجد الجامع شرقي الحصن المسمى حصن دما في القديم، ووقعت بينهم معركة عظيمة، قُتل فيها كثير من علماء أهل عمان ومنهم العلامة المنير بن النير، وذلك يوم الأربعاء لست وعشرين من ربيع الآخر سنة ثمانين ومائتي سنة، وله من العمر مائة وعشر سنين.
بيد أن الشيخ البطاشي ــ سيف بن حمود ــ قد علق على هذا القول فقال: إن المنير الذي قتل بدما في التاريخ المذكور وحُمِلَ إلى جعلان ودفن فيها بوصية منه، يجعل من المستبعد أن يكون هو المنير بن النير الذي حمل العلم عن الربيع، مع زملائه بشير بن المنذر، وموسى بن أبي جابر، ومحمد بن المعلا الفحشي، فلعلهما شخصان أحدهما قبل الاخر، كما هو المتبادر.
فهناك المنير، أحد تلامذة الربيع، ولا يعرف تاريخ وفاته؛ وهناك المنير الذي قتل بدما وكان متأخرا عن الاول بزمن طويل ولا يستبعد أن يكون من أحفاده، أو مسام له وكلاهما من اهل العلم، فخلطوا بينهم، وجعلوهما شخص واحدا، للأشتباه الحاصل في أسماءهما، وأسماء أباءهما، وإسم بلدهما.
ومما يؤيد هذا القول رواية ذكرها ابن وصاف في شرح اللامية: "أن المنير بن النير، مرض بصحار مرضه الذي مات فيه، فأوصى إن هو مات يحمل إلى جعلان، فقيل له إننا نخاف أن تتغير، فقال: لا تخافوا، إني أرجوا الله، لأني ما نمت إلا تطهرت، وما تطهرت إلا وصليت، وما صليت إلا دعوت، فقيل: أنه حمل إلى جعلان ولم يتغير. أهـ كلام ابن وصاف.
ومثل هذا الكلام يروى عن المنير الذي قتل بدما أيضا.
فنرى أن أحد المنرين مات بصحار، حسب رواية ابن وصاف ، وأغلب الظن والذي رجحه الشيخ البطاشي أن الذي مات بصحار هو أحد تلامذة الربيع – رحمه الله ــ مع أن المنير المقتول بدما سنة ثمانين ومائتين، عن عمر يبلغ مائة وعشر سنين، قصته مشهورة ، ولا خلاف في تاريخ وموضوع وفاته.
وحسب الروايتين لا يستبعد أن يكون المنير المتوفي بصحار، والمنير المقتول بدما ،حمل كل منهما بعد وفاته إلى جعلان ، ويكون الأول قبل الثاني بزمن طويل، وبذلك يحصل الجمع بين الروايتين في تعيين مكان وفاة كل منهما ، وهما دما وصحار .
وفي حمل الشيخ المنير وهو ميت ، ومن وفاته بالسيب إلى جعلان ودفنه بها، أشار المحقق الخليلي (رحمه الله)، في جوابه لسائل عن مثل ذلك، وهو أيجوز حمل الميت من بلد إلى بلد أخر، لكي يقبر عند أهله، أم ترى إثما على من فعل ذلك؟ فأجاب: أما حمل الميت من بلد إلى بلد آخر، فقد قيل فيه بالكراهية، لما فيه من المشقة على الأحياء، وتكليف الناس بما لا نفع فيه لحامل ولا محمول، وكان في قصة الشيخ المنير بن النير الجعلاني، إن صح ما يحكى عنه، ما يستدل به على إباحة شي من مثل هذه المعاني، وعلى كل حال فأولى ما نراه في ذلك أن لا يحمل الميت من بلد إلى بلد، إلا في المواضع القريبة التي لا مشقة فيها، ولا مضرة على أحد.
وذكر الشيخ سيف بن حمود البطاشي أدلة أخرى تؤكد على أن المنير الذي قتل بدما ليس هو الذي كان من الذين حملوا العلم عن الأمام الربيع رحمه الله.
3- موسى بن أبي جابر الأزكوي:
هو الشيخ العلامة موسى بن أبي جابر الإزكوي، من بني سامة بن لؤي بن غالب.
أحد كبار العلماء العمانيين في القرن الثاني الهجري.
ولد حوالي سنة: 87هـ.
أحد حملة العلم إلى عمان، فقد تتلمذ على يد الإمام الربيع بن حبيب بالبصرة، ثم رجع إلى عمان.
تحمل هذا العلامة عبء إقامة الإمامة الثانية بعمان في نهاية القرن الثاني الهجري، واستطاع بحسن تدبيره وقوة ذكائه أن يجمع صف العمانيين بعد أن اختلفت كلمتهم.
كان مرجع العمانيين في وقته، فلا يغيرون عما يرى، ولا يعقبون على ما يقول.
عاصر الإمام الجلندى بن مسعود، والإمام محمد بن أبي عفان.
ولى محمد بن أبي عفان الإمامة، ولما رأى غيره أصلح منه؛ خلعه وولى الوارث بن كعب الخروصي، رغم أنه كان شيخا كبيرا قد جاوز التسعين.
له سيرة تنبئ عن علم وافر واطلاع.
توفي سنة: 181هـ وعمره: 94سنة.
4- محبوب بن الرحيل المخزومي:
لشيخ محمد بن محبوب بن الرحيل بن سيف بن هبيرة القرشي المخزومي.، نشأ أيام الإمام غسان بن عبد الله وعاصر الإمام المهنا وتألق نجمه في أيام الصلت بن مالك سنة: 237هـ حيث شارك مع علية القوم في مبايعته. قدم إلى صحار سنة: 249هـ فولي القضاء بها من قبل الصلت بن مالك.
وهو من أئمة الإباضية، وُلد بمدينة البصرة الرعاقية في العقد الأول من القرن الثاني وعاش في عمان، وقد توفي الإمام محبوب في أواخر عهد الإمام غسان بن عبد الله ما بين عامي 195 إلى 205 هـ، ودفن في مكة المكرمة.
5- محمد بن المعلى الكندي:
أحد علماء عمان، وأحد حملة العلم عن الربيع بن حبيب من البصرة إلى عمان.
ينسب إلى فشح وهي بلدة بوادي السحتن من ولاية الرستاق.
له يد طولى في إقامة الإمامة الثانية بعمان، بل كان مرشحا لمنصب الإمام، وهذا يدل على أنه من أفضل أهل زمانه، لكنه تعلل بأنه لن يستطيع أن يعلن “الشراء” وهي حالة الحرب، فرفض موسى بن أبي جابر شيخ المسلمين في زمانه أن يوليه زمام الأمور.
ابن المعلى أول من حكم بقتال راشد بن النظر الذي طغى وتمرد في فترة ما بين الإمامتين.
يبدو أنه توفي قبل نهاية القرن الثاني الهجري.
التسميات
أباضية