لشرح الأسباب التي تؤدي إلى التحول الديموغرافي من الناحية النظرية هناك مدخلان.
فالمدخل الأول يؤكد على أن انخفاض الخصوبة يعد استجابة مباشرة لانخفاض معدلات الوفيات حيث تصل المجتمعات البشرية في النهاية إلى تحقيق التوازن بين معدلات المواليد والوفيات.
فعندما تنخفض معدلات الوفيات بسبب التقدم في مجال الصحة وظروف المعيشة فان التوازن بين المواليد والوفيات يختل، وتحدث زيادة في حجم السكان ما لم تتكيف معدلات المواليد مع ظروف الوفيات الجديدة وتنخفض هي الأخرى بالتبعية.
غير أن انخفاض الخصوبة الناتج عن انخفاض الوفيات يأخذ فترة، يطلق عليها فترة التأخير، ويعتمد طول هذه الفترة على سرعة إدراك الأسر لحقيقة أن معدلات الوفيات قد انخفضت، وان عددا أكبر من أطفالهم سوف يبقون على قيد الحياة وهو ما يجعلهم يشعرون بأمان أكبر.
أما المدخل الثاني فيقوم على أساس أن التحديث يخلق قوة دافعة نحو تخفيض كل من الوفيات والمواليد، وأن طول فترة التأخير في استجابة الخصوبة بالانخفاض يرجع إلى حقيقة أن سلوك الخصوبة يعد جزءا لا يتجزأ من ثقافة المجتمع، مما يجعل انخفاض معدلات المواليد بصورة أكثر بطأ من انخفاض معدلات الوفيات.
التسميات
تحول ديموغرافي