بعض أحكام النعت.. الاسم العلم لا يكون صفة. المضاف إلى العلم يوصف بما يوصف به العلم

بعض أحكام النعت:

1- الاسمُ العلمُ لا يكونُ صفةً، وإنما يكونُ موصوفاً:

ويُوصفُ بأربعةِ أَشياءَ: بالمعرَفِ بألْ، نحو: "جاءَ خليلٌ المجتهدُ" وبالمضاف إلى معرفةٍ، نحو: "جاءَ علي صديقُ خالدٍ"، وباسمِ الإشارةِ، نحو: "أُكرِمُ علياً هذا"، وبالاسم الموصولِ المُصدَّرِ بأل، نحو: "جاءَ عليٌّ الذي اجتهد".

2- المعرَّف بألْ:

يُوصفُ بما فيه "أَلْ"، وبالمضاف إلى ما فيه "أَلْ"، نحو: "جاءَ الغلامُ المجتهدُ" و "جاءَ الرجلُ صديقُ القومِ".

3- المضافُ إلى العَلمِ:

يُوصفُ بما يُوصفُ به العلَمُ، نحو: "جاءَ تِلميذُ عليٍّ المجتهدُ. جاءَ تِلميذُ عليٍّ صديقُ خالدٍ. جاءَ تلميذ عليٍّ هذا. جاء تلميذُ عليٍّ الذي اجتهدَ".

4- اسمُ الإشارة و "أيُّ":

يُوصفانِ بما فيه "ألْ" مثلُ: "جاءَ هذا الرجل"، ونحو: "يا أيُّها الانسانُ".
وتوصفُ "أَيُّ" أَيضاً باسم الإشارةِ، نحو: "يا أَيُّها الرَّجلُ".

5- قال الجمهورُ: من حقِّ الموصوفِ أن يكون أخصَّ من الصفة وأعرفَ منها أو مساوياً لها:

ذلك امتنعَ وصفُ المعرَّف بألْ باسم الإشارة وبالمضاف إلى ما كان مُعرَّفاً بغيرِ "أَلْ".
فإن جاءَ بعده معرفةٌ غيرُ هذين فليست نعتاً له، بل هي بدل منه أو عطفُ بيانٍ، نحو: "جاءَ الرجلُ هذا، أو الذين كان عندنا، أو صديق علي، أَو صديقُنا".
والصحيحُ أَنه يجوزُ أَن يُنعَتَ الأعمُّ بالأخصّ، كما يجوزُ العكسُ، فتوصفُ كلُّ معرفةٍ بكلّ معرفة، كما تُوصفُ كلُّ نكرةٍ بكل نكرة.

6- حقُّ الصفةِ أَن تَصحَبَ الموصوفَ:

وقد يُحذَفُ الموصوف إذا ظهرَ أَمرُهُ ظُهوراً يُستغنى معه عن ذكره. فحينئذٍ تقومُ الصفةُ مَقامَهُ كقوله تعالى: {أَنِ اعمَلْ سابغاتٍ}، أَي: "دُروعاً سابغاتٍ"، ونحو: "نحنُ فريقانِ: منّا ظَعَنَ ومنا أَقامَ"، والتقدير: "منا فريقٌ ظعنَ، ومنّا فريقٌ أَقامَ". ومنه قولهُ تعالى أَيضاً: {وعندهم قاصراتُ الطرفِ عينٌ}، والتقديرُ: "نساءٌ قاصراتُ الطّرفِ"، وقولُ الشاعر: 
أَنا ابْنُ جَلاَ وَطَلاَّعُ الثَّنَايا + مَتى أَضَعِ الْعِمامَةَ تَعرِفوني
والتقدير: "أَنا ابنُ رجلٍ جلاَ"، أَي: جلا الأمور بأعماله وكشفها.
وقد تُحذَفُ الصفةُ، إن كانت معلومةً، كقوله تعالى: {يأخذُ كلَّ سفينة غَصباً}، والتقدير: {يأخذُ كلَّ سفينةٍ صالحةٍ}.

7- إذا تكرَّرت الصفاتُ، وكانت واحدةً:

يُستغنى بالتثنية أو الجمع عن التفريق، نحو: "جاءَ عليٌّ وخالدٌ الشاعرانِ، أو عليٌّ وخالدٌ وسعيدٌ الشعراءُ، أو الرجلان الفاضلان. أَو الرجالُ الفضَلاءُ".
وإن اختلفت وجبَ التفريقُ فيها بالعطفِ بالواو، نحو: "جاءَني رجلانِ: كاتبٌ وشاعرٌ، أَو رجالٌ: كاتب وشاعرٌ وفقيهٌ".

8- الأصلُ في الصفة أَن تكونَ لبيانِ الموصوفِ:

وقد تكونُ لمجرَّدِ الثناءِ والتعظيمِ، كالصفاتِ الجاريةِ على اللهِ سبحانهُ، أو لمجرَّد الذّم والتّحقيرِ نحو: "أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ" أو للتأكيدِ نحو: "أمسِ الدابرُ لا يعودُ"، ومنه قولهُ تعالى: {فإذا نُفِخَ في الصور نَفخةٌ واحدةٌ}.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال