حَذْفُ حَرْفِ الجَرِّ سَمَاعاً:
قد يُحذَف الجَرِّ سَمَاعاً، فينتصبُ المجرورُ بعدَ حذفهِ تشبيهاً لهُ بالمفعول به.
ويُسمى أيضاً المنصوب على نزعِ الخافض، أي: الاسمَ الذي نُصبَ بسبب حذفِ حرفِ الجرِّ.
كقولهِ تعالى: {ألا إنَّ ثمودَ كفروا ربَّهم}، أي: بربهم.
وقولهِ: {واختارَ موسى قومَهُ أربعينَ رجلاً} أي: من قومه.
وقولِ الشاعر:
تَمُرُّونَ الدِّيارَ وَلَمْ تَعُوجُوا + كَلامُكُمُ عَلَيَّ إذاً حَرامُ
أي: تَمُرُّونَ بالديار.
وقولِ الآخر:
أَمَرْتُكَ الخَيْرَ: فافْعَلْ مَا أُمرْتَ بهِ + فَقَدْ تَرْكْتُكَ ذا مَالٍ وَذا نَشَبِ
أي: أمرتُك بالخير.
وقولِ غيرهِ:
أَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَنباً لَسْتُ مُحْصِيَهُ + رَبَّ الْعِبادِ، إِلَيهِ الْوَجْهُ والعَمَلُ
أي: أستغفرُ اللهَ من ذنب.
الحذف والإيصال:
ويُسمّى هذا الصنيعُ بالحذف والإيصال، أي: حذفِ الجارَّ وإيصالِ الفعل إلى المفعول بنفسهِ بلا واسطة.
وقال قومٌ: إنهُ قياسي. والجمهورُ على انهُ سماعيٌّ.
بقاء الاسم مجرورا بعد حذف حذف الجر:
ونَدَرَ بقاءُ الاسمِ مجروراً بعد حذف الجارِّ، في غير مواضع حذفهِ قياساً.
ومن ذلك قولُ بعضِ العربِ، وقد سُئلَ: "كيف أصبحتَ؟" فقال: "خيرٍ، إن شاءَ اللهُ"، أي: "على خير"، وقولُ الشاعر:
إذا قيلَ: أَيُّ النَّاسِ شَرٌّ قَبيلَةً + أَشارَتْ كُلَيْبٍ بالأَكُفِّ الأَصابِعُ
أي: إلى كليب. ومثلُ هذا شُذوذٌ لا يُلتفتُ إليه.
التسميات
نحو عربي