أحكام كأن ولكن المخففتان

أحكام كأن ولكن المخففتان:

كَأَنْ المُخَفّفة:

إذا خفّفت "كأن"، فالحقُّ (على ما نرى) انها مُهمَلةٌ، لا عمل لها. وعلى هذا الكوفيون. وهو قولٌ لا تكلفَ فيه.
وعلى كلِّ حالٍ فيجبُ ان يكون ما بعدها جملةً، فان كانت اسميّة لم تحتج الى فاصل بينها وبين "كأن" كقوله:
وصَدْرٍ مُشْرِقِ اللّوْنِ + كَأَنْ ثَدْياهُ حُقّان

حكم الجملة الفعلية بعد (كأن):

وإن كانت جملةً فعليّة، وجب اقترانُها بأحدِ حرفينِ:

1- قد:

كقول الشاعر:
أَزفَ التّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكابَنا + لما تزُلْ برحالِنا، وكَأَنْ قَدِ
وقول الآخر:
لا يَهُولَنَّكَ اصْطِلاءُ لظى الحرْ + بِ، فمحذُورُها كَأَنْ قَد أَلَما

2- لم:

كقوله تعالى: {كأن لم تَغْنَ بالأمسِ}، وقولِ الشاعر:
كَأنْ لم يَكُنْ بَيْنَ الحجُونِ إِلى الصَّفا -- أَنِيسٌ، ولم يَسْمُرْ بِمكّةَ سامرُ
وانما فُصِلَ بينهما، تمييزاً لها عن "أن" المصدريةِ الداخلةِ عليها كافُ التشبيهِ.

لكن المخففة:

اذا حُفّفت "لكنَّ" أهملت وجوباً عند الجميع، ودخلت على الجُمل الاسميّةِ والفعليّة، نحو: "جاء خالدٌ، لكنْ سعيدٌ مسافرٌ. وسافرَ عليٌّ لكنْ جاء خليلٌ"، إلاّ الاخفشَ ويونسَ. فأجازا إعمالها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال