يُشترَطُ في "زالَ وانفكَّ وفتيءَ وبرحَ" أن يتقدَّمَها نفيٌ، نحو: {لا يزالونَ مختلفينَ} و {لن نبرحَ عليه عاكفين}، أو نهيٌ، كقول الشاعر:
صاحِ شَمِّرْ، ولا تَزَلْ ذاكِرَ الْمَوْ -- تِ فَيِسْيانُهُ ضَلالٌ مُبِينُ
أو دُعاءٌ، نحو: "لا زِلتَ بخيرٍ".
وقد جاء حذفُ النهي منها بعد القسم، والفعلُ مضارعٌ منفيٌّ بلاَ وذلك جائزٌ مُستملَحٌ، ومنه قولهُ تعالى: {تاللهِ تَفتأُ تذكُرُ يوسفَ}، والتقديرُ: "لا تفتأُ" وقولُ امرئ القيس:
فقُلْتُ: يَمينُ اللهِ أَبرحُ قاعداً -- ولَوْ قَطَعُوا رأْسي لَدَيْكِ وأَوصالي
والتقديرُ: "لا أبرح قاعداً".
ولا يُشترطُ في النفي أن يكون بالحرف، فهو يكونُ به، كما مرَّ، ويكونُ بالفعل، نحو: "لستَ تبرحُ مجتهداً"، وبالاسم، نحو: "زُهيرٌ غيرُ مُنفكٍّ قائماً بالواجب".
وقد تأتي "وَنَى يني، ورامَ يَريمُ" بمعنى "زالَ" الناقصة، فيَعملانِ عمَلها. ويُشترطُ فيهما ما يُشترطُ فيها، ومنه قولُ الشاعر:
فأَرحامُ شِعْرٍ يَتَّصِلْنَ ببابهِ -- وأرحامُ مالٍ لا تَني تَتَقَطَّعُ
أي: لا تزالُ تتقطّعُ.
وقول الآخر:
إذا رُمتَ، مِمَّنْ لا يَريمُ مُتَيَّماً، -- سُلُوّاً فَقَدْ أَبعَدْتَ في رَوْمِكَ المَرْمَى
أي: "لا يزالُ، أو لا يبرحُ مُتَيَّماً".
ويشترطُ في "دامَ" أن تتقدَّمها "ما" المصدريَّةُ الظرفيّةُ، كقوله تعالى: {وأوصاني بالصلاة والزَّكاةِ وما دُمتُ حَيًّا}.
(ومعنى كونها مصدرية انها تجعل ما بعدها في تأويل مصدر. ومعنى كونها ظرفية انها نائبة عن الظرف وهو المدة، لأن التقدير: "مدة دوامي حياً").
"تلبية" - زال الناقصة مضارعها "يزال". وأما "زال الشيء يزول" بمعنى "ذهب" و "زال فلان هذا عن هذا"، بمعنى "مازه عنه يميزه، فهما فعلان تامان. ومن الاول قوله تعالى: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا}.
وقد يُضَمرُ اسمُ "كانَ" وأخواتها، ويُحذفُ خبرُها، عند وجودِ قرينةٍ دالةٍ على ذلك، يُقالُ: "هل أصبح الرَّكبُ مسافراً؟" فتقولُ: "أصبح"، والتقديرُ: "أصبحَ هو مسافراً".
التسميات
نحو عربي