ما هو شبه الاستثناء؟.. حكم المستثنى بـ(لا سِيَّما و بيدَ)

تعريف شبه الاستثناء:

شبهُ الاستثناء يكون بكلمتين: "لا سِيَّما" و "بيدَ":
فلا سِيّما: كلمةٌ مُركَّبةٌ من "سِيّ" بمعنى مثلٍ، ومُثناها سِيّانِ، ومن "لا" النافيةِ للجنس، وتُستعمل لترجيح ما بعدَها على ما قبلها.
فإذا قلتَ: "اجتهدَ التلاميذُ، ولا سِيّما خالدٍ"، فقد رَجَّحْتَ اجتهادَ خالدٍ على غيرهِ من التلاميذ.

وتشديد يائها وسَبقُها بالواوِ و "لا"، كلُّ ذلك واجب. وقد تُخففُ ياؤها.
وقد تُحذَف الواو قبلها نادراً.
وقد تُحذفُ (ما) بعدَها قليلاً.
أما حذفُ (لا) فلم يَرد في كلام من يُحتج بكلامهِ.

حكم المستثنى:

والمُستثنى بها، إن كان نكرةً جازَ جَرُّهُ ورَفعُه ونَصبُهُ.
تقول: "كلُّ مجتهدٍ يُحَبُّ، ولا سيّما تِلميذٍ مثلِكَ" أو "ولا سيّما تلميذٌ مِثلَك"، أو "ولا سِيّما تلميذاً مثلَك". وجرُّهُ أَولى وأكثرُ وأشهرُ.
فالجر بالإضافة إلى "سيّ" وما: زائدة. والرفع على أنه خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو.
وتكون "ما": اسم موصول محلها الجر بالإضافة إلى (سي). وجملة المبتدأ والخبر: صلة الموصول. ويكون تقدير الكلام: "يجب كل مجتهد لا مثل محبة الذي هو تلميذٌ مثلك، لأنك مُفصَّلٌ على كل تلميذ" والنصب على التمييز لسي، وما: زائدة).

المستثنى معرفة:

وإن كان المُستثنى بها معرفةً جازَ جَرُّه، وهو الأولى، وجاز رفعهُ، نحو: "نجحَ التلاميذُ ولا سِيّما خليلٍ" أو "ولا سِيّما خليلٌ". ولا يجوزُ نصبُهُ، لأن شرطَ التّمييز أن يكونَ نكرةً.
وحكمُ "سِيّ" أنها، أن أُضيفت (كما في صورَتي جرَّ الاسم ورفعه بعدَها) فيه مُعرَبةٌ منصوبةٌ بلا النافية للجنس، كما يعرَبُ اسم (لا) في نحو: "لا رجلَ سوءٍ في الدار". وإن لم تُضَف فهي مبنيّةٌ على الفتح كما يُبنى اسم (لا) في نحو: "لا رجلَ في الدار".

"لا سِيّما" بمعنى "خُصوصاً":

وقد تستعمل "لا سِيّما" بمعنى "خُصوصاً"، فيُؤتى بعدَها بحالٍ مُفردَةٍ، أو بحالٍ جُملةٍ، أو بالجملة الشرطية واقعةً موقعَ الحال.
  • فالأول نحو: "أُحِبُّ المطالعةَ، ولا سِيّما منفرداً".
  • والثاني نحو: "أُحبُّها، ولا سِيّما وأنا منفردٌ".
  • والثالثُ نحو: "أُحبُّها، ولا سِيّما إن كنتُ منفرداً".
وقد يَليها الظَّرفُ، نحو: "أُحبُّ الجلوسَ بين الغِياضِ، ولا سِيّما عند الماءِ الجاري"، ونحو: "يَطيبُ ليَ الاشتغالُ بالعلم، ولا سِيّما ليلاً"، أو "ولا سِيّما إذا أَوَى الناسُ إلى مضاجعهم".

بــيــد:

أمّا "بَيدَ فهو اسمٌ ملازمٌ للنّصب على الاستثناءِ". ولا يكون إلا في استثناءٍ منقطع. وهو يَلزَمُ الإضافةَ إلى المصدر المؤوَّلِ بأنَّ التي تنصبُ الاسمَ وترفُ الخبرَ، نحو: "إنهُ لكثيرُ المال، بيدَ أنه بخيل".
ومنه حديثُ: "أنا أفصَحُ من نطقَ بالضادِ، بَيدَ أني من قُرَيشٍ، واستُرضِعتُ في بَني سَعدِ بنِ بَكرٍ".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال