"كادَ وأخواتُها" من حيثُ اقترانُ خبرِها بأنْ وعدَمُه على ثلاثة اقسام:
1- ما يجب أن يقترنَ خبرُه بها، وهما: "حرَى واخلولقَ"، من افعالِ الرّجاءِ.
2- ما يجبُ ان يتجرَّدَ منها، وهي افعالُ الشروع.
وإنما لم يجز اقترانها بأن، لان المقصود من هذه الأفعال وقوع الخبر في الحال، و"أن" للاستقبال، فيحصل التناقض باقتران خبرها بها.
3- ما يجوزُ فيه الوجهانِ: اقترانُ خبرهِ بأنْ، وتَجردُه منها، وهي افعالُ المقارَبة، و "عسى" من افعال الرَّجاءِ، غير أنَّ الاكثرَ في "عسى وأوشكَ" ان يقترنَ خبرُهما بها، قال تعالى: {عسى رَبُّكم ان يرحمَكم}، وقال الشاعر:
ولَوْ سُئِلَ النّاسُ التُّرابَ لأَوشَكوا -- إِذا قِيلَ: هاتوا، أنْ يَمَلّوا ويمنعُوا
وتجريدُه منها قليلٌ، ومنه قول الشاعر:
عَسى الْكَرْبُ، الْذي أَمسَيْتُ فيهِ، -- يَكُونُ وَراءَهُ فرجٌ قَريبُ
وقول الآخر:
يُوشكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنيَّتِهِ -- في بَعْضِ غِرَّاتهِ يُوافقُها
والأكثرُ في "كادَ وكَرَبَ" أن يتجردَ خبرُهما منها، قال تعالى: {فذبحوها وما كادوا يفعلون}، وقال الشاعر:
*كَرَبَ الْقَلْبُ مِنْ جَواهُ يَذوبُ -- حينَ قالَ الْوُشاةُ: هِنْدٌ غَضُوبُ*
واقترانُهُ بها قليلٌ، ومنه الحديثُ: "كادَ الفقرُ أن يكون كفراً" وقولُ الشاعر:
سَقاها ذَوُو الأَحلامِ سَجْلاً على الظَّما -- وقَدْ كَرَبت أعناقُها أَنْ تَقَطَّعا
التسميات
نحو عربي