شروط عمل (إِنْ) المشبهة بـ(ليس).. لا يَتقدَّمَ خبرُها على اسمها

قد تكونُ (إنْ) نافيةً بمعنى (ما) النافية، وهي مُهمَلةٌ غير عاملةٍ. موقد تعملُ عملَ "ليس" قليلاً، وذلك في لغة أهل العالية من العرَبِ، ومنه قولهم: "إنْ أحد خيراً من أحدٍ إلاّ بالعافية" وقولُ الشاعر:
إنْ هوَ مُسْتَوْلياً على أَحَدٍ -- إلاّ على أَضعَفِ الْمجانِين

وقولُ الآخر:
إنِ الْمَرْءُ مَيْتاً بانْقِضاءِ حياتهِ -- ولكنْ بأَنْ يُبْغَى عَلَيْهِ فَيُخذَلا

وإنما تعملُ عملَ (ليس) بشرطين:
1- أن لا يَتقدَّمَ خبرُها على اسمها. فان تقدَّمَ بَطلَ عملُها.

2- أن لا ينتقضَ نفيها بِـ (إِلا). فان انتقضَ بطلَ عملُها، نحو: (إنْ أنت إلاّ رجلٌ كريمٌ)، وانتقاضُ النفيِ المُوجبُ إبطالَ العملِ، إنما هو بالنسبة الى الخبر، كما رأيتَ، ولا يَضُرُّ انتقاضُهُ بالنسبة الى معمول الخبر، نحو: (إن أنت آخذاً إلاّ بيد البائسينَ)، ونحو البيت: (إنْ هو مستولياً على أحدٍ الخ).

واعلم أن الغالبَ في (إنْ) النافيةِ أن يقترنَ الخبرُ بعدها بِـ (إلاّ) كقوله تعالى: "إنْ هذا إلاّ مَلَكٌ كريمٌ".
وقد يستعملُ الكلامُ معها بدون (إلاّ)، كالبيت: (إنِ المرءُ ميتاً بانقضاءِ حياته الخ).
ومنهُ قولهم: (إن هذا نافعَكَ ولا ضارّكَ).

فائدة:
سمعَ الكسائي أعرابيّاً يقولُ: (إنّا قائماً)، فأنكرها عليه، وظنَّ أنها (إنَّ) المشدَّدةُ الناصبةُ للاسم الرافعةُ للخبر.
فحقُّها أن ترفعَ (قائماً)، فاستثبته فاذا هو يُريدُ "إنْ أنا قائماً" أي: ما أنا قائماً، فتركَ الهمزةَ - همزة أنا - تخفيفاً وأدغم، على حد قوله تعالى: {لكنّا هو اللهُ ربي}، أي: "لكن أنا".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال