ذهب الحنفيّة، وجمهور المالكيّة، والشّافعيّة في أحد الوجهين، والحنابلة إلى كراهة وصال الصّوم، لما روى البخاريّ من حديث أنس رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال «لا تواصلوا، قالوا: إنّك تواصل، قال لستُ كأحد منكم، إنّي أطعم وأسقى أو إنّي أبيت أطعم وأسقى».
وقوله صلى الله عليه وسلم «لا تواصلوا» نهي وأدناه يقتضي الكراهة.
وعلّة النّهي التّشبّه بالنّصارى كما صرّح به في حديث بشير بن الخصاصية رضي الله عنه الّذي أخرجه أحمد والطّبرانيّ وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم في تفسيرهما بإسناد صحيح إلى «ليلى امرأة بشير بن الخصاصية قالت: أردت أن أصوم يومين مواصلة، فمنعني بشير وقال: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا، وقال: يفعل ذلك النّصارى، ولكن صوموا كما أمركم اللّه، أتمّوا الصّيام إلى اللّيل، فإذا كان اللّيل فأفطروا».
وذهب أحمد وجماعة من المالكيّة إلى جواز الوصال إلى السّحر، وبهذا قال إسحاق وابن المنذر وابن خزيمة.
ويرى الشّافعيّة في الوجه الآخر، وهو ما صحّحه ابن العربيّ من المالكيّة: تحريم وصال الصّوم .
التسميات
صيام