ذهب الحنفيّة - وهو مقتضى كلام أحمد كما يقول ابن تيميّة - إلى كراهة إفراد يوم عاشوراء بالصّوم للتّشبّه باليهود.
فقد روى مسلم عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّه قال: «حين صام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول اللّه، إنّه يوم تعظّمه اليهود والنّصارى. فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل إن شاء اللّه صمنا اليوم التّاسع».
قال: فلم يأت العام المقبل حتّى توفّي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
قال النّوويّ، نقلا عن بعض العلماء في تعليقه على الحديث: لعلّ السّبب في صوم التّاسع مع العاشر أن لا يتشبّه باليهود في إفراد العاشر، وفي الحديث إشارة إلى هذا.
هذا، واستحبّ الشّافعيّة والحنابلة صوم عاشوراء - وهو العاشر من المحرّم - وتاسوعاء - وهو التّاسع منه - ويرى الحنفيّة أنّه يستحبّ أن يصوم قبل عاشوراء يوماً وبعده يوماً.
وقال المالكيّة: ندب صوم عاشوراء وتاسوعاء والثّمانية قبله.