أحكام عطف النسق:
الأحكامٌ تَتَعَلَّقُ بِعَطْفِ النَّسَق هي:
1- يُعطَفُ الظاهرُ على الظاهر:
نحو: "جاءَ زُهيرٌ وأُسامةُ".
والمُضمَرُ على المُضمَر؛ نحو: "أنا وأنتَ صديقان"، ونحو: "أَكرمتُهم وإيّاكم".
والمَضمَرُ على الظاهر، نحو: "جاءَني علىٌّ وأَنتَ"، ونحو: "أكرمتُ سليماً وإيّاك".
والظاهرُ على المُضمر، نحو: "ما جاءَني إلا أنتَ وعلي" ونحو: "ما رأيتُ إلا إياك وعليّاً".
غيرَ أنَّ الضميرَ المتّصِل المرفوعَ، والضميرَ المستترَ، لا يَحسُنُ أن يُعطَف عليهما إلا بعد توكيدهما بالمضير المنفصل، نحو: "جئتُ أنا وعليٌّ"، ومنه قوله تعالى: {إذهب أنتَ ورَبُّكَ}.
ويجوزُ العطفُ عليهما أيضاً إذا كان بينَهما فاصلٌ أيُّ فاصلٍ، كقوله تعالى: {يَدخلونها ومَنْ صَلَحَ}، وقولهِ: {ما أشركنا ولا آباؤنا}، فقد عطفَ "مَنْ"، في الآية الأولى، على الواو في "يدخلونها"، لوجود الفاصل، وهو "ها"، التي هيَ ضميرُ المفعول به، وعطفَ "آباء"، في الآية الثانية، على "نا" في "أشركنا"، لوجود الفاصل، وهو "لا"، وذلك جائز.
أمّا العطفُ على الضميرِ المجرور، فالحقُّ أنه جائزٌ، ومنه قوله تعالى: {وكفرٌ بهِ والمسجدِ الحرام}.
وقُريءَ في بعض القراءَات السّبعِ: {واتَّقُوا الله لاذي تساءَلونَ به والأرحامِ}، بالجرِّ عطفاً على الهاء.
والكثيرُ إعادةُ الجارِّ كقوله تعالى: {فقال لها وللأرض ائتِيا طَوْعاً وكَرْهاً}، ونحو: "أحسنت إليكَ وإلى عليٍّ"، ونحو: "أكرمتُ غلامَكَ وغلامَ سعيدٍ".
2- يُعطَفُ الفعلُ على الفعل:
بشرطِ أن يَتّحدا زماناً، سواءٌ اتحدا نوعاً، كقوله تعالى: {وإن تُؤْمنوا وتتّقوا يُؤتِكُمُ أُجُورَكم}، أم اختلفا، نحو: "إن تَجيء أكرمتُك وأُعطِك ما تريد".
3- يجوزُ حذفُ الواو والفاء مع معطوفهما:
إذا كان هناك دليلٌ، كقوله تعالى: {أن اضرِبْ بعصاكَ الحجَر، فانبجستْ}، أي: فضرَبَ فانبجست، وقولِ الشاعر:
فَما كانَ بَيْنَ الخَيْرِ، لَوْ جاءَ سالِماً -- أبو حَجَرٍ، إِلاَّ لَيالٍ قَلائِلُ
أي: "بين الخير وبيني".
4- تختصُّ "الواوُ" من بينِ سائر أخواتها بأنها تَعطفُ اسماً على اسم لا يكتفي به الكلامُ:
نحو: "اختصمَ زيدٌ وعمرٌو. اشتركَ خالدٌ وبكرٌ. جلست بينَ سعيدٍ وسليمٍ"، فإنَّ الاختصامَ والاشتراكَ والبَينيّة من المعاني التي لا تقومُ إلا باثنينِ فصاعداً.
ولا يجوزُ أن تقعَ الفاء ولا غيرُها من أحرف العطف في مثل هذا المَوقع، فلا يقالث: "اختصمَ زيدٌ فعمرٌو. اشتركَ خالدٌ ثمَّ بكرٌ. جلستُ بينَ سعيدٍ أو سليمٍ".
5- كثيراً ما تقتضي الفاءُ معَ العطف معنى السّببيّة:
إن كان المعطوف بها جملةً، كقوله تعالى: {فوَكزَهُ موسى، فقضَى عليهِ}.
التسميات
نحو عربي