يجبُ تقديم الخبرِ على المبتدأ في أربعة مواضعَ:
- الاولُ: إذا كان المبتدأ نكرة غير مفيدةٍ، مخَبراً عنها بظرفٍ أو جار ومجرور، نحو: "في الدارِ رجلٌ" و "عندكَ ضيفٌ" ومنه قوله تعالى: {ولدينا مزيدٌ} و "على أبصارهم غشاوةٌ".
وإنما وجب تقديم الخبر هنا لأن تأخيره يوهم أنه صفة وأن الخبر منتظر.
فان كانت النكرة مفيدة لم يجب تقديم خبرها، كقوله تعالى: {وأجل مسمى} عنده لأن النكرة وصفت بمسمى، فكان الظاهر في الظرف أنه خبر لا صفة)
- الثاني: إذا كان الخبر اسمَ استفهامٍ، أو مضافاً الى اسم استفهامٍ، فالاول، نحو: "كيف حالُكَ؟" والثاني نحو: "ابنُ مَن أنت؟" و "صبيحة أيْ يوم سفرُكَ؟".
(وإنما وجب تقديم الخبر هنا لأن لاسم الاستفهام أو ما يضاف اليه صدر الكلام).
- الثالثُ: إذا اتصلَ بالمبتدأ ضميرٌ يعود الى شيء من الخبر نحو: "في الدار صاحبها" ومنه قوله تعالى: {أم على قلوبٍ أقفالُها}. وقولُ نُصَيب:
أهابُكِ إِجلالاً، وما بكِ قدرةٌ -- عليَّ، ولكن ملءُ عينٍ حبيبُها
(وإنما وجب تقديم الخبر هنا، لانه لو تأخر لاستلزم عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة، وذلك ضعيف قبيح منكر.
- الرابعُ: أن يكون الخبرُ محصوراً في المبتدأ. وذلك بأن يقترن المبتدأ بإلاّ لفظاً، نحو: "ما خالقٌ إلا اللهُ"، أو معنًى، نحو: "إنما محمودٌ من يجتهدُ".
إذ المعنى: "ما محمود إلا من يجتهد". ومعنى الحصر هنا ان الخبر "وهو خالق، في المثال" منحصر في الله.
فليست صفة الخلق إلا له سبحانه، فلو قيل: "وما الله إلا خالق" بتقديم المبتدأ.
فسد المعنى، لانه يقتضي أن لا صفة لله إلا الخلق، وهو ظاهر الفساد. وهكذا الحال في المثال الثاني.
التسميات
نحو عربي