وجوب تقديم الخبر على المبتدأ في اللغة العربية:
في اللغة العربية، الأصل هو أن يتقدم المبتدأ على الخبر، ولكن هناك حالات محددة يجب فيها تقديم الخبر على المبتدأ، وذلك لأسباب نحوية وبلاغية. وفيما يلي تفصيل لهذه الحالات:
أولا. المبتدأ نكرة غير مفيدة والخبر ظرف أو جار ومجرور:
- الشرح: إذا كان المبتدأ اسماً نكرة لا يحمل معنى محدداً، وكان الخبر ظرفاً (مثل: عند، فوق، تحت) أو جاراً ومجروراً (مثل: في الدار، على الطريق)، ففي هذه الحالة يجب تقديم الخبر.
- السبب: لتجنب الالتباس، حيث إن تأخير الخبر قد يوهم بأنه صفة للمبتدأ، وليس خبراً عنه.
- أمثلة:
- "في الدار رجلٌ": هنا، "رجل" نكرة غير مفيدة، و"في الدار" جار ومجرور، لذا وجب تقديم الخبر.
- "عندك ضيفٌ": "ضيف" نكرة غير مفيدة، و"عندك" ظرف، لذا وجب تقديم الخبر.
- قوله تعالى: {ولدينا مزيدٌ}: "مزيد" نكرة غير مفيدة، و"لدينا" ظرف.
- قوله تعالى: {وعلى أبصارهم غشاوة}: "غشاوة" نكرة غير مفيدة، و"على أبصارهم" جار ومجرور.
- استثناء: إذا كانت النكرة مفيدة (أي موصوفة أو مضافة)، فلا يجب تقديم الخبر، مثل قوله تعالى: {وأجل مسمى عنده}.
ثانيا. الخبر اسم استفهام أو مضاف إلى اسم استفهام:
- الشرح: إذا كان الخبر اسم استفهام (مثل: كيف، أين، متى) أو مضافاً إلى اسم استفهام (مثل: ابن من، صبيحة أي يوم)، ففي هذه الحالة يجب تقديم الخبر.
- السبب: لأن أسماء الاستفهام لها الصدارة في الكلام.
- أمثلة:
- "كيف حالك؟": "كيف" اسم استفهام، لذا وجب تقديمه.
- "ابن من أنت؟": "ابن" مضاف إلى اسم الاستفهام "من"، لذا وجب تقديمه.
- "صبيحة أي يوم سفرك؟": "صبيحة" مضاف إلى اسم الاستفهام "أي"، لذا وجب تقديمه.
ثالثا. المبتدأ مشتمل على ضمير يعود على شيء من الخبر:
- الشرح: إذا كان المبتدأ يحتوي على ضمير يعود على جزء من الخبر، ففي هذه الحالة يجب تقديم الخبر.
- السبب: لتجنب عودة الضمير على متأخر لفظاً ورتبة، وهو أمر مستنكر في اللغة العربية.
- أمثلة:
- "في الدار صاحبها": "صاحبها" مبتدأ، والضمير "ها" يعود على "الدار" في الخبر، لذا وجب تقديم الخبر.
- قوله تعالى: {أم على قلوب أقفالها}: "أقفالها" مبتدأ، والضمير "ها" يعود على "قلوب" في الخبر.
- بيت نصيب: "أهابك إجلالاً، وما بك قدرة علي، ولكن ملء عين حبيبها": "حبيبها" مبتدأ، والضمير "ها" يعود على "عين" في الخبر.
رابعا. الخبر محصور في المبتدأ:
- الشرح: إذا كان الخبر محصوراً في المبتدأ باستخدام "إلا" أو "إنما"، ففي هذه الحالة يجب تقديم الخبر.
- السبب: لأن الحصر يقتضي أن يكون الخبر هو الأساس، والمبتدأ هو المقصور عليه.
- أمثلة:
- "ما خالق إلا الله": "خالق" خبر محصور في "الله".
- "إنما محمود من يجتهد": "محمود" خبر محصور في "من يجتهد".
التسميات
نحو عربي