مواضع حذف حرف الجر قياسا

مواضع حذف حرف الجر قياسا:

يُحذَفُ حرفُ الجَرِّ قِياساً في ستَّة مواضع:

1- قبلَ أنْ:

كقوله تعالى: {وعَجِبوا أن جاءَهم مُنذرٌ منهم}، أي: لأنْ جاءهم، وقولهِ: {أوَ عَجِبتُمْ أنْ جاءكم ذِكرٌ من ربكم على رجلٍ منكم}، وقولِ الشاعر:
اللهُ يَعْلَمُ أَنَّا لا نُحِبُّكُمُ + وَلا نَلومُكُمُ أَن لا تُحِبُّونا
أي: على أن لا تُحبُّونا.

2- قبلَ أنَّ:

كقولهِ تعالى: {شهِدَ اللهُ انهُ لا إِله إلا هو}، أي: شَهِدَ بأنهُ. 
واعلم أنهُ إنما يجوزُ حذفُ الجارِّ قبلَ "أن وأنَّ"، إن يُؤمَنِ اللَّبسُ بحذفهِ. فإن لم يُؤمَن لم يَجز حذفهُ، فلا يقالُ: "رغِبتُ أن أفعلَ"، لإشكالِ المراد بعدَ الحذفِ، فلا يَفهمُ السامعُ ماذا أردتَ: أرَغبَتك في الفعلِ، أم رغبَتَكَ عنه؟ فيجبُ ذكرُ الحرف ليتعيَّن المرادُ، إلا إذا كان الإبهامُ مقصوداً من السامع.

3- قبلَ "كي" الناصبةِ للمضارع:

كقولهِ تعالى: {فرَددناهُ إلى أمهِ كي تَقرَّ عينُها}، أي: لكي تَقرَّ.
واعلم أن المصدرَ المؤوَّل بعد "أنْ وأنَّ وكيْ" في موضع جرَّ بالحرف المحذوف، على الأصحَّ. وقال بعض العلماءِ: هو في موضعِ النصب بنزعِ الخافض.

4- قبلَ لفظِ الجلالة في القسم:

نحو: "اللهِ لأخدمنَّ الأمةَ خدمةً صادقةً"، أي: والله.

5- قبلَ مُميّز "كم" الاستفهامية:

إذا دخل عليها حرفُ الجرِّ، نحو: "بكم درهم اشتريتَ هذا الكتابَ؟" أي: بكم من درهم؟ والفصيحُ نصبُهُ، كما تقدَّم في باب التمييز، نحو: "بكم درهماً اشتريته؟".

6- بعدَ كلامٍ مُشتملٍ على حرف جرّ مثله:

وذلك في خمس صُوَر:
  • الأولى: بعد جوابِ استفهامٍ، تقول: "مِمَّنْ أخذتَ الكتاب؟"، فيقالُ لك: "خالدٍ"، أي: من خالد.
  • الثانية: بعد همزةِ الاستفهام، تقولُ: "مررتُ بخالدٍ"، فيقالُ: "أخالدِ ابنِ سعيدٍ؟" أي: أ بخالدِ بنِ سعيد؟.
  • الثالثة: بعدَ "إن" الشرطّيةِ، تقولُ: "اذهبْ بِمنْ شئتَ، إنْ خليلٍ، وإنْ حسَنٍ" أي: إن بخليلٍ، وإن بحسنٍ.
  • الرابعةُ: بعدَ "هَلاَ"، تقولُ: "تصدَّقتُ بدرهمٍ"، فيقالُ: "هَلاّ دينار"، أي: هلاّ تَصدَّقتَ بدينار.
  • الخامسة: بعد حرف عطفٍ مَتْلُوٍّ بما يصحُّ أن يكونَ جملةً، لو ذُكرَ الحرفُ المحذوفُ، كقولك: "لخالدٍ دارٌ، وسعيدٍ بُستانٌ"، أي: ولسعيد بستانٌ.
وقولِ الشاعر:
ما لِمحُبٍّ جَلَدٍ أَنْ يَهْجُرا + وَلا حَبيبٍ رَأْفةٌ فَيَجْبُرَا

وقولِ الآخر: 
أَخْلِقْ بِذي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظى بِحاجتِهِ + ومُدْمِنِ الْقَرْعِ لِلأَبوابِ أَنْ يَلِجا
أي: وبِمُدمنِ القرع. ومنهُ قولهُ تعالى: {وفي خَلقكم وما يَبُثُّ من دآبَّةٍ آياتٌ لقومٍ يُوقنونَ، واختلافِ الليلِ والنهار وما أنزلَ اللهُ من السماءِ من رزقٍ، فأحيا به الأرضَ بعد موتها، وتصريفِ الرِّياح، آياتٌ لقومٍ يعقلون}.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال