أحكام نداء الضمير وما فيهِ (أَلْ).. (أيُّها) للمذكر و (أَيّتُها) للمؤنث

أحكام نداء الضمير وما فيهِ (أَلْ):

نِداءُ الضَّمير:

نداءُ الضمير شاذ نادرُ الوقوع في كلامهم. وقصَرَهُ ابنُ عُصفور على الشعر.
واختار أبو حيّانَ أنهُ لا ينادَى البَتَّةَ.
والخلاف إنما هو في نداءِ ضمير الخطاب.
أمّا نداءُ ضميريِ التكلم والغَيبة، فاتفقوا على أنهُ لا يجوز نداؤهما بَتَّةً، فلا يُقال: "يا أنا. يا إيّايَ. يا هُوَ. يا إيّاهُ".

وإذا ناديتَ الضمير، فأنتَ بالخيار: إن شئتَ أتيتَ به ضميرَ رفعٍ أو ضمير نصبٍ، فتقولُ: "يا أنت. يا إياك".
وفي كِلتا الحالتينِ، فالضميرُ مبني على ضم مُقدَّر، وهو في محل نصب، مِثلَه في "يا هذا، ويا هذهِ، ويا سِيبَويهِ"، لأنه مُفَردٌ معرفة.

نِداءُ ما فيهِ "أَلْ":

إذا أريْدَ نداءُ ما فيه "أَلْ"، يُؤتى قبلَهُ بكلمةِ "أيُّها" للمذكر، و "أَيّتُها" للمؤنث.
وتَبقيانِ معَ التثنيةِ والجمع بلفظ واحدٍ، مراعىً فيهما التذكيرُ والتأنيث، أو يؤتى باسم الإشارة.

فالأول كقوله تعالى: {يا أيُّها الإنسانُ ما غَرَّكَ بربّكَ الكريم؟} وقوله: {يا أيتُها النفسُ المُطمَئِنّةُ، ارجعي إلى ربكِ راضيةً مرضِيّةً} وقوله: {يا أيُّها الناسُ اتَّقوا ربَّكم}.
والثاني نحو: "يا هذا الرجل. يا هذهِ المرأةُ" إلا إذا كان المنادى لفظَ الجلالة. لكن تبقى "ألْ" وتُقطَعُ همزتُها وُجوباً، نحو: "يا ألله".

والأكثر معَهُ حذفُ حرفِ النداءِ والتعويضُ منه بميمٍ مُشدَّدةٍ مفتوحةٍ، للدلالةِ على التعظيم نحو: "اللهمَّ ارحمنا".
ولا يجوز أن تُوصَفَ "اللهمَّ"، على على اللفظ ولا على المحلِّ، عل الصحيح، لأنهُ لم يُسمَع.
وأما قولهُ تعالى: "قُلِ: اللهمَّ، فاطرَ السمواتِ والأرض"، فهو على أنه نداءٌ آخرُ، قُل: اللهمَّ، يا فاطرَ السمواتِ.
وإذا ناديتَ علماً مُقترِناً بألْ وَضعاً حذفتَها وُجوباً فتقولُ في نداء العبّاسِ والفضلِ والسّموأَلِ: "يا عبّاسُ. يا فضلُ. يا سَمَوأَلُ".

فائدة:
تستعمل "اللهمَّ" على ثلاثة أنحاء:
  • (الأول): أن تكون للنداء المحض، نحو: "اللهمَّ اغفر لي".
  • (الثاني): أن يذكرها المجيب تمكيناً للجواب في نفس السامع، كأن يقال لك: "أخالد فعل هذا؟"، فتقول: "اللهم نعم".
  • (الثالث): أن تستعمل للدلالة على الندرة وقلة وقوع المذكور معها، كقولك للبخيل: "إن الأمة تعظمك، اللهم ان بذلت شطراً من مالك في سبيلها".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال