يُشترَطُ في خبر "كاد وأخواتها" ثلاثةُ شروطٍ:
1- أن يكون فعلاً مضارعاً مُسنَداً إلى ضميرٍ يعود إلى اسمها، سواءٌ اكان مُقترناً بِـ "أنْ"، نحو: "اوشكَ النهارُ أن ينقضيَ"، ام مُجرَّداً منها، نحو: "كادَ الليلُ ينقضي"، ومن ذلك قولُه تعالى: "لا يكادونَ يفقونَ حديثاً"، وقولهُ: "وطفِقا يخصِفانِ عليهما من وَرَقِ الجنَّةِ".
ويجوزُ بعدَ "عسى" خاصَّة أن يُسنَدَ الى اسمٍ ظاهرٍ، مُشتملٍ على ضميرٍ يعودُ الى اسمها، نحو: "عسى العاملُ أن ينجحَ عملُه" ومنه قولُ الشاعر:
ومَاذا عَسى الحَجَّاجُ يَبْلُغُ جُهْدُهُ -- إِذا نحنُ جاوَزْنا حَفِيرَ زِيادِ
ولا يجوزُ أن يقَعَ خبرُها جملةً ماضيةً، ولا اسميةً، كما لا يجوزُ أن يكون اسماً. وما وَرَدَ من ذلكَ، فشاذٌّ لا يُلتفتُ اليه.
وأما قولهُ تعالى: {فطَفِقَ مَسحاً بالسوق والأعناقِ}، فمسحاً ليس هو الخبرَ، وإنما هو مفعولٌ مطلقٌ لفعلٍ محذوفٍ هو الخبرُ، والتقديرُ: "يمسح مسحاً".
2- أن يكون متأخراً عنها. ويجوزُ ان يتوسَّطَ بينها وبينَ اسمها، نحو: "يكادُ ينقضي الوقتُ". ونحو "طَفِقَ ينصرفون الناسُ".
ويجوزُ حذفُ الخبرِ إذا عُلِمَ، ومنهُ قولهُ تعالى، الذي سبق ذكرهُ: "فطفقَ مسحاً بالسُّوقِ والأعناقِ"، ومنه الحديثُ: "من تأنّى اصابَ او كادَ، ومن عَجلَ اخطأ او كادَ"، اي: كادَ يُصيبُ، وكادَ يُخطيءُ، ومنه قولُ الشاعر:
ما كانَ ذَنْبيَ في جارٍ جَعَلْتُ لهُ -- عَيْشاً، وقدْ ذاقَ طَعْمَ المَوْتِ أو كَرَبا
أي: كربَ يَذوقُهُ، وتقولُ: "ما فعلَ، ولكنهُ كادَ"، أي: كادَ يفعلُ.
3- يُشترطُ في خبر "حَرَى واخلولقَ" ان يقترنَ بِـ "انْ".
التسميات
نحو عربي