إسلام قبيلة خولان.. واجهوا أنظمة دولة السبئيين والمعينيين والفرس وقاتلوا قبيلة همدان وقبيلة هوازن غير اليمنية

قبيلة خولان:
ذكر علماء الأنساب: أنّ نسب هذه القبيلة من نسل سبأ ويرجع إلی خَولان بن عمرو بن مالك بن حارث بن مُرّة بن أدد بن زيد بن عمرو (يَشْجُب) بن عريب بن كهلان بن سبأ([1]).

وتعتبر قبيلة خولان من القبائل الكبيرة والقوية التي ذُكرت في عددٍ من المخطوطات اليمنية، حيث قاموا بثورة  لمواجهة السبئيين، فبعثوا بجيشٍ لضرب الخولانيين.

ويظهر من مخطوطة معينية أنّ قافلة من معين تعرضت لحملة قطاع طرق خولانية([2]).

كان الخولانيون في قتال مع الفرس أيضاً([3])، وهذا يدلّ على القوة وروح القتال وغارات الخولانيين في مواجهة أنظمة دولة السبئيين والمعينيين والفرس.

ولقد قسّم الهمداني خولان إلى:خولان بن عمرو بن الحاف بن قُضاعة([4])، وخولان العالية([5])، ولكن كما ذكر جواد علي أنّه ليس لهذا الانفصال سند بحيث يمكن إرجاعه إلى اختلاف النسب، بل إنّ طبيعة الاختلاف في طبيعة المكان وتنوع الأحوال السياسية والاقتصادية قد فصلت فروعهم عن بعض، وظنّ النسّابون أنّ الاختلاف في النسب([6]).

كان الخولانيون في نزاع وقتال مع قبيلة همدان([7]) وقبيلة هوازن غير اليمنية، فقد دارت حرب بين خولان قضاعة وقبيلة هوازن، وسمي بـ(يوم الأجمة)([8]).

كانت قبيلة خولان حليفة مع بعض القبائل أمثال زُبيد([9]) وكان مقرّ قبيلة خولان بالقرب من مأرب وصرواح، وحينذاك هاجرت مجموعات منهم وبقوا فى الأراضى العليا شرق صنعاء، ويقال لهم: خولان العالية، حتى إنفصلت عن خولان قضاعة([10]).

ويقال لأراضيهم: مخلاف خولان العالية([11]). وكان مقرّ خولان قضاعة مدينة صعدة الكبيرة والعامرة([12])،حيث تبعد عن صنعاء ستين فرسخاً وعن خيوان ستة عشر فرسخاً([13]).

ومن مناطقهم الاُخرى: شرف البياض وقيوان([14]). كانت هضبة علاف الخصبة منطقتهم الزراعية وتعطي محصولاً وفيراً([15])(الخريطة رقم 6).

إسلام قبيلة خولان:
في شهر شعبان في السنة العاشرة للهجرة وصل وفد فيه عشرة رجال من خولان إلى المدينة وأقبلوا على رسول الله (ص) وقالوا: «يا رسول الله’ لقد آمنا بالله ورسوله» فسألهم النبي (ص): (ما فعل عَمّ أنس «عُميأنُس»؟([16]) قالوا: «بشر وعر، أبدلنا الله به ما جئت به، ولقد رجعنا إليه هدمناه»، وسألوا رسول الله (ص) عن أشياء من أمر دينهم فجعل يخبرهم بها وأمر من يُعلّمهم القرآن والسنن، وأنزلوا دار رملة بنت الحارث، وأمر بضيافة فأجريت عليهم، ثم جاؤوا بعد أيام يودعونه فأمر لهم بجوائز اثنتي عشرة أوقية ونش، ورجعوا الى قومهم فلم يحلوا عقدة حتی هدموا عَمّ أنس، وحرّموا ما حرّم عليهم رسول الله (ص)، وأحلّوا ما أحل لهم ([17]).


[1]. ابوعبيد قاسم بن سلام، كتاب النسب، ص313؛ ابن عبدربه، العقد الفريد، الجزءالثالث، ص317؛ هشام بن محمد الكلبي، جمهرة النسب، الجزءالأوّل، ص175.
[2]. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب، الجزءالثاني، ص400.
[3]. أحمدبن عبدالله الرازي، تاريخ مدينة صنعاء، ص37.
[4]. حسن بن أحمد الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص217.
[5]. الإكليل، الكتاب العاشر، ص28.
[6]. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب، الجزءالثاني، ص401.
[7]. حسن بن أحمد الهمداني، الإكليل، الكتاب العاشر، ص65و108و124و160و162.
[8]. عبدالرحمن عبدالواحد الشجاع، اليمن في صدر الإسلام، ص41.
[9]. أحمدبن عبدالله الرازي، تاريخ مدينة صنعاء، ص37.
[10]. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب، الجزءالثاني، ص401.
[11]. محمد بن علي الأكوع، اليمن الخضراء مهد الحضارة، ص54.
[12]. اليعقوبي، البلدان، ص98؛ حسن بن أحمد الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص217و224.
[13]. ياقوت الحموي، المعجم البلدان، الجزءالثالث، ص406 (ذيل كلمة صعدة).
[14]. عمر رضا كحّالة، معجم قبائل العرب، ص224.
[15]. حسن بن أحمدالهمداني، صفة جزيرة العرب، ص224..
[16]. هشام بن محمد الكلبي، الأصنام، ترجمة السيد محمد رضا الجلالي، ص139.
[17]. ابن سعد، الطبقات الكبرى، المجلدالأوّل، ص324.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال