حالات إعراب وبناء الفعل المضارع.. الرفع والنصب والجزم. جزمه في جوابِ الطلب. توكيده بالنون وجوبا وجوازا. المسند إلى نون النسوة

تعريف الفعل المضارع:

الفعلُ المضارعُ فعلٌ يدلُّ على حدَثٍ يتمُّ في وقتِ التكلّمِ، مثالٌ: أقرأُ كتابَ النّحو، أقرأُ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِه الضّمّةُ الظّاهرةُ.

الفعلُ المضارعُ معربٌ دائماً:

رفعُ المضارعِ:

يكونُ الفعلُ المضارعُ مرفوعاً إذا لم يُسبقْ بحرفٍ ناصبٍ أو جازمٍ.
مثالٌ: (وإذْ يرفعُ إبراهيمُ القواعدَ من البيتِ وإسماعيلُ..).
يرفعُ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِه الضّمّةُ الظّاهرةُ.

نصبُ المضارعِ:

يُنصبُ الفعلُ المضارع ُإذا سُبقَ بأحدِ الحروفِ الناصبةِ، وهيَ:
  • أنْ، مثالٌ: أحبُّ أن أكافئَ المجدَّ، أكافئَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
  • لنْ، مثال: لن أتهاونَ في واجباتي، أتهاونَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بلن وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
  • كي، مثالٌ: أدرسُ كي أنجحَ، أنجحَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بكي وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.
  • إذنْ، مثالٌ: قالَ الطّالبُ: سأدرسُ، فأجابَ المدرّسُ: إذنْ تنجحَ. تنجحَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بإذن وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.

نصب الفعل المضارع بأن المضمرةِ:

ويُنصب ُالفعلُ المضارعُ بأن المضمرةِ بعدَ:

1- لامِ التّعليلِ:

مثالٌ: ذهبْتُ إلى المدرسةِ لأتعلّمَ.
أتعلّمَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد لامِ التّعليلِ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.

2- لامِ الجحودِ:

تكونُ مسبوقةً بكانَ المنفيةِ وما يشتقُّ منها.
مثالٌ: (ما كانَ يوسفُ ليأخذَ أخاهُ في دينِ الملِكِِ).
يأخذَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد لامِ الجحودِ وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.

3- حتّى:

هي حرفُ غايةٍ وجرٌّ، ينصبُ المضارعُ بعدَها بأنْ مضمرة.
مثالٌ: جئْتُ إلى المدرسةِ حتى أتعلّمَ.
أتعلّمَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد حتى، وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظّاهرةُ.

4- أوْ:

بمعنى إلى أنْ، مثالٌ: سأدرسُ أو أنجحَ.
أنجحَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعدَ أو، وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظّاهرةُ.
وقد تكونُ أو بمعنى إلاّ.
مثالٌ: سأعاقبُ الجاني أو يُقلعَ عن ذنبه.
يقلعَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد أو وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.

5- فاءِ السّببيّةِ:

هي الفاءُ الّتي يكون ما قبلها سبباً في حصولِ ما بعدها.
مثالٌ: اجتهدْ فتنجحَ، أيّ إنّ الاجتهادَ سببٌ في حصولِ النّجاحِ.
وتنجحَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد فاءِ السّببيةِ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ على آخره.

- تكونُ فاءُ السّببيةِ مسبوقةً بنفيٍ، مثالٌ: (لا يُقضى عليهِم فيموتُوا).
فيموتوا: الفاءُ فاءُ السّببيةِ.
يموتوا: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعدَ فاءِ السّببيةِ، وعلامةُ نصبِه حذفُ النّونِ من آخره لأنّه من الأفعالِ الخمسةِ.
والواوُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على السّكونِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ.

- أو مسبوقةً بطلبٍ، كالأمرِ، مثالٌ: اجتهدْ فتنجحَ.
 تنجحَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعدَ فاءِ السّببيةِ، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.

- أو النّهيِ، مثال: لا تفعلْ شرّاً فتعاقبَ.
تعاقبَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد فاءِ السّببيةِ وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظّاهرةُ.

- أو الاستفهامِ، مثالٌ: هل تزورني فأكرمَك؟.
أكرمَكَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد فاءِ السّببيةِ وعلامةُ نصبه الفتحةُ الظّاهرةُ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنا، والكافُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ نصبٍ مفعولٌ به.

- أو الحضِّ، مثالٌ: هلاّ تدرس فتنجحَ.
تنجحَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعدَ فاءِ السّببيةِ.

- أو التّمني، مثالٌ: ليتك تتأنى فتتقنَ عملَك.
تتقنَ: فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بأنْ مضمرة بعد فاءِ السّببيةِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.

جزمُ الفعلِ المضارعِ:

يُجزمُ الفعلُ المضارعُ إذا سُبقَ بأحدِ الحروفِ الجازمةِ، وهيَ:

1- لم:

حرفُ جزمٍ ونفيٍ وقلبٍ، يجزمُ المضارعَ وينفي حدوثه في الماضي.
كقولِ شوقي:
خُيِّرْتَ فاخترْتَ المبيتَ على الطَّوى -- لم تبنِ جـاهاً أو تلـمَّ ثراءَ
لم: حرف جازم. تبنِ: فعلٌ مضارعٌ مجزوم بلم، وعلامةُ جزمِه حذفُ حرفُ العلّةِ من آخرِه، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.

2- لمّا:

حرفٌ جازمٌ يجزمُ المضارعَ وينفي حدوثَه في الماضي، وامتدادِ النّفيِ إلى زمنِ التكلّمِ، وتوقّعِ حدوثِ الفعلِ في المستقبلِ.
مثالٌ: لمّا يحضرِ الغائبُ.
لمّا: حرفٌ جازمٌ.
يحضر: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلمّا، وعلامةُ جزمِه السّكون ُالظّاهرةُ، وحرّكَ بالكسرِ لمنعِ التقاءِ السّاكنين.

3- لامُ الأمرِ:

حرفٌ جازمٌ يدلُّ على طلبِ حدوثِ الفعلِ، وتقلبُ معنى المضارعِ إلى معنى الطّلبِ كفعلِ الأمرِ.
مثالٌ: لتسعَ إلى الخيرِ.
لتسعَ: الّلامُ لامُ الأمرِ.
تسعَ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلام الأمرِ، وعلامةُ جزمِه حذفُ حرفِ العلّةِ من آخرِه، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.

4- لا النّاهيةُ:

حرفٌ جازمٌ يجزمُ المضارعَ ويدلُّ على طلبِ الكفِّ عن العملِ، كقولِ الشّاعرِ:
لا تنهَ عن خلقٍ وتأتي مثلَهُ -- عارٌ عليكَ إذا فعلْتَ عظيمُ
لا: ناهية جازمة.
تنهَ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بلا، وعلامةُ جزمه حذفُ حرفِ العلّةِ من آخره، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.

جزمُ المضارع في جوابِ الطّلبِ:

يجزمُ الفعلُ المضارعُ إذا وقعَ جواباً للطّلبِ، والطّلبُ هو ما دلَّ على طلبِ حدوثِ الفعلِ أو الكفِّ عنه، ويشملُ:

1- الأمرَ:

يدلُّ على طلبِ حدوثِ الفعلِ على وجهِ الاستعلاءِ.
مثالٌ: (وقالَ ربُّكُم ادعُوني أستجبْ لكُم).
أستجبْ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ لأنّه جوابُ الطّلبِ، وعلامةُ جزمِه السّكونُ الظّاهرةُ على آخرِه، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديره أنا.

2- المضارعَ المقترنَ بلامِ الأمرِ.

مثالٌ: لتفعلْ خيراً تنلْ جزاءَه.
تنلْ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ لأنّه جوابُ الطّلبِ، وعلامةُ جزمِه السّكونُ الظّاهرةُ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.

3- النّهيَ:

هو طلبُ الكفِّ عن الفعلِ على وجهِ الاستعلاءِ.
مثالٌ: لا تؤذِ أحداً تحظَ براحةِ الضّمير.
تحظَ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ لأنّه جوابُ الطّلبِ، وعلامةُ جزمِه حذفُ حرفِ العلّةِ من آخرِه، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.

بناءُ الفعل المضارعِ:

الفعلُ المضارعُ مُعربٌ دائماً إلا أنّه يأتي مبنيّاً في موضعين:

1- يُبنى على الفتحِ:

إذا اتّصلَتْ به إحدى نوني التّوكيدِ الثّقيلةُ أو الخفيفةُ.
مثالٌ: لا تؤخرَنّ عملَ اليومِ إلى الغدِ.
تؤخرَنّ: فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ على الفتحِ لاتصاله بنونِ التّوكيدِ الثقيلةِ، وهو في محلِّ جزمٍ بلا، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت.
لاتهملَنْ واجباتك:
تهملَنْ: فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ على الفتحِ لاتصالِه بنونِ التّوكيدِ الخفيفةِ، وهو في محلِّ جزمٍ بلا. والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنت. 

2- يُبنى على السّكونِ:

إذا اتّصلَتْ به نونُ النّسوةُ، مثالٌ: الفتياتُ يسهمْنَ في بناءِ الوطنِ، يسهمْنَ: فعل ٌمضارعٌ مبنيٌّ على السّكونِ لاتصالِه بنونِ النّسوةِ والنّونُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ.

توكيدُ الفعلِ المضارعِِ بالنّونِ:

يؤكّدُ الفعلُ المضارعُ بالنّونِ الثّقيلةِ أو الخفيفةِ في زمني الحالِ أو الاستقبالِ، ويجوزُ توكيدُ فعلِ الأمرِ بهما، وعندَ توكيدِ الفعلِ المضارعِ بالنّونِ يصبحُ دالاًّ على الاستقبالِ.

وجوبُ توكيدِ الفعلِ المضارعِ بالنّونِ:

يكونُ المضارعُ واجبَ التّوكيدِ بالنّونِ إذا كانَ مُثبتاً غيرَ منفيٍّ، دالاًّ على الاستقبالِ، مقترناً باللاّمِ، مسبوقاً بالقسمِ.
مثالٌ: والله لأسعيَنّ إلى الخيرِ.
أو: والله لأسعيَنْ إلى الخيرِ، فالفعلان أسعيَنّ، وأسعَيَنْ مضارعان واجبا التّوكيدِ بالنّونِ مبنيان على الفتحِ.
فإذا نقصَ أحدُ الشّروطِ السّابقةِ امتنعَ توكيدُه.
مثالٌ: واللهِ لسوفَ أسعى إلى الخيرِ: امتنعَ توكيدُ الفعلِ بالنّونِ لوجودِ فاصلٍ بينَ الّلامِ والفعلِ(سوف).
أو: واللهِ لأسعى إلى الخيرِ اليومِ، امتنعَ توكيدُ الفعلِ بالنّونِ لأنَّه لا يدلُّ على الاستقبالِ.
أو: واللهِ لا أهملُ واجباتي، امتنعَ توكيدُ الفعلِ بالنّونِ لأنّه منفيٌّ.

جوازُ توكيدُ الفعلِ المضارع ِبالنّونِ:

1- يجوزُ توكيدُ الفعلِ المضارعِ بالنّونِ إذا كانَ مسبوقاً بطلبٍ (أمرٌ- نهيٌ- استفهامٌ- ترجّي- تمنّي...).
أمثلةٌ:
لا تهملَنّ واجباتك، أولا تهملْ واجباتك، جائزُ التّوكيدِ لأنّه سُبقَ بنهيٍ.
لتسعيَنّ إلى الخيرِ، أو لتسعَ إلى الخيرِ، جائزُ التّوكيدِ لأنّه سُبقَ بلامِ الأمرِ.
2- ويجوزُ توكيدُه بالنّونِ إذا كانَ مسبوقاً بإمّا  (إن+ ما).
مثالٌ: إمّا تفعلَنَّ الخيرَ تنلْ محبّةَ الناسِ، أو إمّا تفعلْ الخيرَ تنلْ محبّةَ الناسِ.

طريقةُ توكيدِ المضارعِ بالنّونِ:

1- المضارعُ المُسندُ إلى المفردِ المذكّرِ:

تلحقُه نونُ التّوكيدِ دونَ تغييرٍ فيه.
مثالٌ: لتوكيدِ الفعلِ (تكتبُ) نقولُ: لتكتبَنّ واجباتِك.
- إذا كان معتلَّ الآخرِ بالألفِ تُقلبُ ياءً عندَ التّوكيدِ، الفعلُ (يسعى) معتلُّ الآخرِ بالألفِ عندَ توكيدِه نقولُ: لتسعيَنّ إلى الخيرِ. 

2- المسندُ إلى نونِ النّسوةِ:

تلحقُه نونُ التّوكيدِ مع إضافةِ ألفٍ قبلَها بينها وبينَ نونِ النّسوةِ.
مثالٌ: الفعلُ تدرسْن، نقولُ في توكيدِه: لتدرسْنان، وهو فعلٌ مبنيٌّ على السّكونِ لاتصالِه بنونِ النّسوةِ في محلِّ جزمٍ بلام الأمرِ، والنّونُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ، والألفُ للفصلِ بين النّونين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال