قبيلة حضرموت.. مقر القبائل الحميرية والمهرة وكندة

لقد جاء في التوراة أنّ حضرموت بن قحطان([1])، وذكر ياقوت الحموي: أنّ حضرموت اسم مكان واسم قبيلة أيضاً([2]).

ونقل نسب حضرموت أمثال: عمرو [حضرموت] بن قيس بن معاوية بن جُشَم بن عبد شمس بن وائلة بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهَمَيْسع بن حمير بن سبأ([3])، ولكن لم نحصل على معلومات دقيقة عن دور حضرموت بعنوان قبيلة، ولا نستطيع أن نعتمد على ما نُقِل في التوراة من أنّ حضرموت اسم قبيلة.

ويظهر من نصّ الهمداني([4]) أنّ من اللائق استخدام هذا الاسم لأرض حضرموت لا للقبيلة، وتُعرف بعض القبائل الذين يسكنون في منطقة حضرموت باسم الحضرمي.

لقد اُضيف عنوان حضرموت في أوائل القرن الرابع الميلادي في عهد «شمريهرعش» على لقب ملوك سبأ الرسمي، وهذا يدل على أنّ هذه البلاد فَقَدت استقلالها وانضمّت إلى دولة سبأ([5]).

فعندما علم رسول الله (ص) أنّ وائل بن حجر بن سعد الحضرمي من منطقة حضرموت وانه كان قَيْل هذه المنطقة ترك له الأراضي التي كانت في اختياره([6])، وأمّره على قيادة حضرموت([7]).

ويظهر من رسالة النبي إلى مهاجر بن أبي اُمية أنّ عددٌ من الملوك حكموا شبوة([8])، حيث جمعهم الرسول (ص) تحت رئاسة وائل.

ويظهر من ذلک أيضاً وجود أربعة من ملوك حضرموت، هم: حَمْدة ومِخْوس ومِشْرَح وأبضعة([9])، وقد أقبلوا على نبي الإسلام في المدينة.

وقد حكم حضرموت عدداً من الملوك وكانوا غير متحدين مع بعضهم البعض، جعل النبي (ص)  وائلاً قائداً عليهم.
ويظهر من المصادر أنّ بعض الحضرميين كانوا متحالفين مع قريش وشركائهم في التجارة([10]).

يتضح من كل ما سبق أنّ حضرموت كانت مقر القبائل الحميرية والمهرة وكندة، وكان أهل مدينة شبوة من حِمير([11])، وشبام من«بنوفهد» من حمير وحورة، وقارة من كندة([12]), وعَنْدَل من صدف([13]).

وكان يحكم حضرموت عددٌ من الاقيال يقال له الملك، وكانوا يملكون هضابهم، ولا يتحد كل واحد مع الآخر، وكانوا في نزاع وقتال مع بعضهم، وقد ذكر اليعقوبي أنّه كانت بين كندة وحضرموت حروب أفنت عامتهم([14]).

[1]. التوراة سِفر الظهور، الباب 10، الايه 36.
[2]. ياقوت الحموي، معجم البلدان، الجزءالثاني، ص269(ذيل كلمة حضرموت).
[3]. المصدر السابق، الجزءالثاني، ص270؛ ياقوت الحموي، المقتضب، تحقيق ناجي حسن، ص367.
[4]. حسن بن أحمد الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص168و166.
[5]. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب، الجزءالثاني، ص530.
[6]. ابن سعد، السابق، الطبقات الكبرى المجلد الأوّل، ص349.
[7]. محمد حميدالله، رسائل ومعاهدات محمد (ص)، ترجمة السيد محمد الحسيني، ص296و299.
[8]. المصدر السابق، ص297.
[9]. ابن سعد، الطبقات الكبرى، المجلدالأوّل، 349.
[10]. الواقدي، المغازي، تحقيق مارسدن جونز، المجلد الأوّل، ص15و64.
[11]. حسن بن أحمد الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص171.
[12]. المصدر السابق، ص169و168.
[13]. المصدر السابق، ص167.
[14]. اليعقوبي، التاريخ، المجلدالأوّل، 267.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال