تعتبر الألواح الحجرية مرتبطة بالدولة اليمنية القديمة، وتعطينا هذه الألواح المؤرّخة الحميرية المعلومات القيّمة بخصوص العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية لأهل جنوب شبه الجزيرة العربية، ودور القبائل الجنوبية والشمالية في الحكومات اليمنية القديمة.
وقد ذكرت في هذه الألواح أسماء الكثير من القبائل الجنوبية وبعض من القبائل الشمالية، كقبيلة همدان وفروعها: بكيل، وحاشد، ومرثد، وتبع، وحمير، ومذحج، وخولان، وكندة، ومضر، وبني ثعلبة.
إِنّ مطالعة هذه الألواح والكشف عنها يوضّح لنا الكثير من الحقائق التاريخية بخصوص عرب الجنوب، ويبطل روايات الأخباريّين الموهومة والجدير بالذكر أنّه يوجد ترابط نسبي بين الروايات التي يذكرها الأخباريون وبين مواضيع الألواح التي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي.
وقد شوهدت هذه المخطوطات ولأوّل مرّةٍ في آثار هشام بن محمدالكلبي، ولكن يعود الفضل في كشف حقيقتها للحسن بن أحمد الهمداني. فقد ذكر معلومات مهمّة في كتاب «الإكليل» في المجلد الثامن والعاشر في موضوع المخطوطات وآثار شبوة، وبون، وعمران، وريدة، وصنعاء، ومأرب، وصرواح و...
وقد عرّف الهمداني بعض المخطوطات، حيث إنّ مجموعة منها تقرأ ناقصة.
وقد بدأت التحقيقات في علم المخطوطات الحجرية في أواخر القرن السابع عشر، وتواصل في القرنين التاسع عشر والعشرين.
والفضل في المطالعة الصحيحة لهذه المخطوطات يرجع للمستشرقين وبعض الباحثين العرب، أمثال العالم «نيبور, جلازر» وقد قام بزيارة اليمن مرات عدة ما بين سنة 1883ـ1887م ـ وهاليفي، ريكمانس، فون ويسمان، فيلبي والسيدة جاكلين بيرن مؤلفة «كتاب إِكتشاف جزيرة العرب»، وكذلك الأساتذة المصريون الذين قاموا بالمطالعة والبحث في اليمن في الأربعينيات حتى السبعينيات وذلك في القرن العشرين، مثال: خليل يحيى نامي، وسليمان حزين، ومحمد توفي([1]).
وقد حصلوا على حقائق قيّمة بخصوص نظام الحكومات القديمة والقبائل اليمنية، ولكن يوجد في هذه المخطوطات معلومات متفرقة وغير متناسقة، وخاصة عن الأماكن والأنساب والتاريخ، وعلاقات القبائل اليمنية مع بعضها البعض؛ ولهذا السبب اِضطررنا للرجوع إلى مصادر اُخرى.
[1]. محمد بن علي الأكوع، اليمن الخضراء مهد الحضارة: 198.
التسميات
تاريخ اليمن