كانت نهاية حكم الحميريين على يد يوسف أسار، الذي عرّفه الأخباريون أنّه «زُرعة ذونواس» بن تبان أسعد أبوكرب بن ملكي كرب بن زيد بن عمرو، وبعد أن دخل في الدين اليهودي جعل اسمه يوسف، وقد ضيق الحال على مسيحيي نجران وقتل عشرين ألف رجل منهم([1])، وقد أشار القرآن إلى عمل «ذونواس» بأنّه عمل غير حسن([2]).
وقد عَثَرَ المنقّبون على مخطوطتين مهمتين تتكون من رقم (507) و(508) ريكمانس([3])، اُشير فيهما إلى الحروب التي دارت بين الأحباش والملك باسم يوسف أسار، ولم يذكر عنه إلّا (ملكن يسف أسار)، ولم يذكر له لقب طويل، وللعلم فإنّه لم يحكم كل اليمن، بل قسماً منها.
وقد استعمر الأحباش قسماً من اليمن، ومن بينها العاصمة الحميرية ظفار وكان الأقيال مختلفين على الحكم مع بعضهم البعض، وكان لكل واحد إقطاعات مستقلة، وكانوا في جدال مع الملك على كيفية الحكم والسيطرة([4]).
وقد جاء في المخطوطة (508) عن الحروب التي دارت بين يوسف أسار والأحباش وحلفائهم من أقيال اليمن، وكانوا قد تجمّعوا في أعلى مدينة نجران مع أعدائهم الذين من قبائل «بني أزأن» والمدنيين والبدويين وقبائل همدان وبدوي كدت «كندة» ومراد ومذحج، فقاتلوهم وأنزلوا بالأحباش وحلفائهم أضراراً كثيرة.
وكان في جيش يوسف أسار الأقيال ومن كبار «يزان» مع قبائلهم([5])، فأرسل يوسف وفود إلى الحيرة لخبر المنذر ملك الحيرة عن انتصاراتهِ، وقد صادف مجيء وفود يوسف إلى الحيرة وقت دخول وفود الروم إلى الحيرة في عام (524) ميلادي([6]).
ولهذا كانت اليمن في حوالي عام (525) ميلادي معسكر الحروب بين جيش يوسف أسار والمتعاهدين معه والأحباش وحلفائه.
وقد أدّت هذه الحروب إلى ضعف اليمن من الناحية السياسية والعسكرية والاقتصادية؛ ولهذا السبب استطاع الأحباش أن يستولوا على كلّ اليمن.
[1]. السيرة النبوية، القسم الأوّل، ص35.
[2]. البروج: الاية 38.
[3] Ryckmans.
[4]. المفصل في تاريخ العرب لجواد علي، الجزءالثاني، ص595.
[5]. المصدر السابق ص596.
[6]. فرانتس التهايم، المساعدات الاقتصادية في العهد القديم، ترجمة أمير هوشنك أميني، ص132.
التسميات
تاريخ اليمن