إسلام قبيلة مراد.. هزيمة فروة بن مُسيك في حرب الرزم

قبيلة مُراد:

ويعود نسبها إلی يحابر(مراد) بن مذحج، فرع من مذحج، حيث كانت لها فروع، منها: بنو قَرَن وبنو عَرْثَبان([1]).

أكثر أهل مراد يسكنون في (أجوف) همدان، وكان سوقهم التجاري في أبين من أرض حمير([2]).

وكانت مراد في نزاع وقتال دائم مع همدان، حتى أنّه في بعض الأوقات تقوم فروع من مذحج مع قبيلة مراد ضد همدان، واستمر ذلك من أيام البعثة إلى غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة.

فقد وقعت حروب ست بين مذحج وهمدان، وكان آخرها حرب يوم (الرزم) الذي وقع متزامناً مع غزوة بدر، في مكان يسمى الرّزم من بلاد مراد في وادي ملاحا في جوف همدان.

وقد انتصرت همدان بقيادة الاجدع بن مالك على مراد بقيادة فَرْوةَ بن مُسَيْك، وقُتِل وجُرح العديد من رجال مراد([3]).

وقد أنشد الشاعر ملك بن كعب - وهو من شعراء العصر الجاهلي - في هذا:

كَفَيْنا غداة الرَّزمِ همدانَ آتياً -- كفاةً وقدْ ضاقتْ بِرَزْمٍ دُرُوعُها ([4]) ([5])

إسلام قبيلة مراد:

بعد هزيمة فروة بن مُسيك في حرب الرزم ذهب إلى الكنديين، وبسبب خيانة ملوك كندة له قام بمعاداتهم، ثم ذهب إلى المدينة في السنة التاسعة للهجرة ودخل الإسلام، وأمّره رسول الله (ص) على قبيلة مذحج وفروعها (مُراد وزُبيد)، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص لجمع الزكاة([6]).

وأمّا قول الرازي رسول الله (ص) أمّر فروة على صنعاء ومخاليفها وحضرموت([7]) فليس صحيحاً، لأنّ النبي (ص) أعطى القيادة لوائل بن حجر الحضرمي على حكّام حضرموت، وكانت صنعاء تحت سيطرة الأبناء.

[1]. ابوعبيد قاسم بن سلام، كتاب النسب، ص324؛ هشام بن محمد الكلبي، جمهرة النسب، الجزءالأوّل، ص245.

[2]. عبدالرحمن عبدالواحد الشجاع، اليمن في صدر الإسلام، ص33.

[3]. حسن بن أحمد الهمداني، الإكليل، الجزءالعاشر، ص86و163و186و199؛ حسن بن أحمد الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص216؛ ابن هشام، السيرة النبوية، القسم الثاني، ص581.

[4]. ياقوت الحموي، معجم البلدان، الجزءالثالث، ص42(ذيل كلمة رزم).

[5]. ياقوت الحموي، معجم البلدان، الجزءالثالث، ص42(ذيل كلمة رزم).

[6]. ابن هشام، السيرة النبوية، القسم الثاني، ص528؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، المجلدالأوّل، ص327؛ يذكر هشام بن محمد: أن عمر بن الخطاب أمر فروة لجمع صدقات مذحج (جمهرة النسب، الجزءالأوّل، ص351).

[7]. أحمد بن عبدالله الرازي، تاريخ مدينة صنعاء، ص500و142.