المجاز المُرسل المركَّب [1]:
- تعريفُه:
هو الكلام المستعملُ في غير المعنى الذي وضعَ له، لعلاقةٍ غير المشابهة، مع قرينة مانعةٍ من إرادة معناه الوضعيِّ.
ويقعُ أولا- في المركبات الخبريةِ المستعملة في الإنشاءِ وعكسهِ، لأغراضٍ منها:
1- التَّحَسُّر وإظهارُ التأسف، كما في قول البارودي[2]:
ذهبَ الصبا ، وَ تولتِ الأيامُ -- فعلى الصبا، وَ على َ الزمانِ سلامُ
فإنه وإن كان خبراً في أصل وضعه، إلا أنه في هذا المقَام مستعملٌ في إنشاء التحَّسرِ والتحزنِ على ما فات من الشباب.
و كما في قول جعفر بن عُلبة الحارثي [3]:
هَوايَ مع الرَّكْبِ اليَمانِينَ مُصْعِدٌ -- جَنِيبٌ وجُثْمانِي بمَكَّةَ مُوثَقُ
فهو يشير إلى الأسف والحزنِ الذي ألمَّ به من فراق الأحبة، ويتحسَّرُ على ما آل إليه أمره، والقرينةُ على ذلك حالُ المتكلم، كما يفهم من الشطر الثاني في قوله هَوَاىَ، الخ.
2- إظهارُ الضعف، كما في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} (24) سورة القصص، وكما في قول الشاعر [4]:
رَبَّ إني لا أستطيعُ اصطباراً -- فاعفُ عنِّي يا منْ يقيلُ العثارا
3- إظهارُ السرور، نحو: كُتِبَ اسمي بين الناجحين.
4- الدعاءُ، نحو: نجَّحَ اللهُ مقاصدنا، أيها المجاهدُ لك البقَاءُ.
وثانياً- في المركبات الإنشائية،كالأمر، والنهي، والاستفهام، التي خرجت عن معانيها الأصليةِ، واستعملت في معان أُخر: كما في قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: «مَنْ كذَب على متعمداً فلْيَتَبوأ مقعده من النارِ»[5]. إذ المراد «يتبوأُ مقعدهُ» والعلاقةُ في هذا السَّببيَّة والمسببيةِ، لأنَّ إنشاء المتكلم للعبارة سببٌ لإخبارهِ بما يتضمَّنُهُ، فظاهره أمرٌ، ومعناه خبرٌ.
[1]- جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 14) والبلاغة الواضحة بتحقيقي - (ج 1 / ص 7).
[2]- تراجم شعراء موقع أدب - (ج 28 / ص 326).
[3]- الحماسة البصرية - (ج 1 / ص 158)وخزانة الأدب - (ج 4 / ص 40) وشرح ديوان الحماسة - (ج 1 / ص 11) وتاج العروس - (ج 1 / ص 3008)ومفتاح العلوم - (ج 1 / ص 80) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 41).
[4]- جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 14).
[5]- أخرجه البخارى برقم (1291) ومسلم برقم(4).
التسميات
علم البلاغة