تعريف الإرصاد:
هو أنْ يذكرَ قبلَ الفاصلةِ منَ الفِقْرةِ، أو القافيةِ، من البيتِ أو الكلامِ ما يدلُّ عليها إذا عُرفَ الرّوِيُّ، نحو قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} (39) سورة ق.
ونحو قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (40) سورة العنكبوت.
وكقول الشاعر [1]:
أحَلّتْ دَمي من غيرِ جُرْمٍ، وَحرّمتْ -- بلا سَبَبٍ، يوْمَ اللّقَاءِ، كَلامي
فِداؤكِ مَا أبْقَيْتِ مِنّي، فإنّهُ -- حُشَاشَةُ نَفْسٍ في نحُولِ عِظامي
صِلي مُغْرَماً قد وَاصلَ الشّوْقُ دَمْعَهُ -- سِجاماً على الخَدّينِ، بَعدَ سِجامِ
فَلَيْسَ الّذي حَلّلْتِهِ بِمُحَلَّلٍ -- وَلَيْسَ الّذي حَرّمْتِهِ بِحَرَامِ
والشاهدُ فيه البيتان الأولُ والأخيرُ.
و نحو قول الشاعر [2]:
إِذا لمْ تَسْتَطِعْ شَيْئاً فَدَعْهُ -- وجاوِزْهُ إِلى ما تَسْتَطِيعُ
وصِلْهُ بالزَّماعِ[3] فكُلُّ أَمْرٍ -- سَما لَكَ أَوْ سَمَوْتَ لهُ وَلُوعُ
وقد يُستغنَى عن معرفةِ الرويِّ، نحو قوله تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (49) سورة يونس.
[1]- البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 28) والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 269) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 309) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 38 / ص 439) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 112) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 213).
[2]- فصل المقال في شرح كتاب الأمثال - (ج 1 / ص 341) وقواعد الشعر - (ج 1 / ص 6) والحماسة البصرية - (ج 1 / ص 15) ومحاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 15) والأصمعيات - (ج 1 / ص 19) وسر الفصاحة - (ج 1 / ص 55) وجمهرة الأمثال - (ج 1 / ص 30) والشعر والشعراء - (ج 1 / ص 76) والأغاني - (ج 4 / ص 194).
[3]- الزَّمِيع: الشُّجاعُ الذي يَزْمَعُ بالأمرِ ثمّ لا يَنْثَني عنه، الزَّمِيع: الجَيِّدُ الرَّأْيِ المُقدِمُ على الأمورِ الذي إذا هَمَّ بأمرٍ مَضَى فيه.تاج العروس - (ج 1 / ص 5289).
التسميات
علم البلاغة