أنواع تأكيد الذم بما يشبه المدح.. أن يستثنَى من صفة مدح منفية عن الشيء صفةَ ذم بتقدير دخولها فيها. أن يثبت لشيء صفة ذم ثم يؤتى بعدها بأداة استثناء تليها صفة ذم أخرى

تأكيدُ الذّم بما يُشبهُ المدحَ ضربان:
- الأول: أن يُستثنَى من صفةِ مدحٍ منفيةٍ عن الشيء، صفةَ ذمٍّ بتقدير دخولها فيها.
كقول  الشاعر [1]:
خلا منَ الفضل غيرَ أنِّي -- أراه ُفي الحمقِ لا يجارِى

ونحو: لا فضلَ للقوم إلا أنهم لا يعرفونَ للجار حقَّهُ. ونحو: الجاهلُ عدوُّ نفسهِ إلا أنه صديقُ السفهاءِ، ونحو: فلانٌ ليسَ أهلا للمعروفِ، إلا أنه يُسيءُ إلى منْ يحسنُ إليهِ.

- الثاني: أن يثبتَ لشيء صفةَ ذمٍّ، ثم يؤتَى بعدها بأداة ِاستثناءٍ، تليها صفةُ ذمٍّ أخرى، نحو: فلانٌ حسودٌ إلا أنه نمّام، وكقول الشاعر[2]:
هو الكَلْبُ، إلا أن فيه ملالةً -- وسُوءَ مُرَاعاةٍ وما ذَاكَ في الكَلْبِ

وكقول الشاعر[3]:
لئيمُ الطباعِ سوى أنهُ -- جبانٌ يهونُ عليه الهوانُ

وما أحسنَ قولَ بعضهم  يصفُ قوماً بالبخل الشديد[4]:
بِيضُ المَطابِخِ لا تَشْكو ولائدهُمْ -- طَبْخَ القُدُورِ ولا غَسْلَ المناديلِ
لا تأكُلُ النَّارُ في مغنى بُيُوتهُمُ -- إلاَّ فَتائِلَ سُرجٍ أو قَنَادِيلِ

[1]- جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 16) وعلم البلاغة الشيرازي - (ج 1 / ص 6).
[2]- زهر الآداب وثمر الألباب - (ج 1 / ص 300).
[3]- جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 16).
[4]- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 284) ومعجم الأدباء - (ج 1 / ص 486).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال