الرُّجوعُ [1]:
الرجوعُ هو العودُ على الكلامِ السابقِ بالنقضِ لنكتةٍ ، كقول زهير [2]:
قِفْ بالدِّيارِ التي لم يَعْفُها القِدَمُ -- بَلى وغَيَّرَها الأَرْواحُ والدِّيَمُ
قيلَ: لما وقفَ على الديارِ تسلطتْ عليه كآبةٌ أذهلتهُ فأخبرَ بما لم يتحققْ فقال: لم يعفُها القدمُ ثم ثابَ إليه عقلهُ فتداركَ كلامَه فقال: بلى وغيرَّها الأرواحُ والديمُ.
[1]- الإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 113)
[2]- شرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 56) والبديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 46) وخزانة الأدب - (ج 4 / ص 101) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 309) والعقد الفريد - (ج 2 / ص 329) والأغاني - (ج 3 / ص 175) ولسان العرب - (ج 15 / ص 364) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 113).
فنَفى ثم حقّق في معنى واحد. فنَقضَ في عجز هذا البيت ما قال في صدره، لأنه زعم أنَّ الديار لم يَعْفُها القِدَم.
ثم إن انتبه من مَرْقده، فقال: بلى عفاها وغيْرها أيضاً الأرواح والدِّيم.
وليس هذا معناه الذي ذهب إليه، وإنما معناه: أنَّ الديار لم تَعْفُ في عَيْنه، من طريق محبّته لها وشغفه بمن كان فيها.
التسميات
علم البلاغة