علم البديع: جمال الكلام وسحره
علم البديع هو أحد فروع علم البلاغة العربية، الذي يهتم بتحسين الكلام وتزيينه بعد أن يكون مطابقاً لمقتضى الحال، مع وضوح دلالته على المراد لفظاً ومعنى.
تعريف علم البديع:
- لغةً:
- البديعُ لغةً: المُخْتَرعُ المُوجَدُ على غير مِثال سابق.
- وهو مأخوذ ومُشْتَقٌّ من قولهم: بَدَع الشيء وأبْدَعه، اخترعَه لا عَلَى مِثال.
- اصطلاحاً:
- البديع اصطلاحاً: هو علمٌ يُعْرفُ به الوجوه والمزايا التي تزيد الكلام حسْناً وطلاوةً، وتكسوه بهاءً ورونقاً، بعدَ مُطابقته لمقتضى الحال.
- مع وُضوح دلالته على المراد لفظاً ومعنى.
نشأة علم البديع وتطوره:
- واضع علم البديع هو عبد اللهُ بنُ المعتز العبَّاسي المتوفى سنة 274 هجرية.
- ثم اقتفى أثره في عصره قُدَامةُ بن جعفر الكاتب فزاد عليها.
- ثم ألّف فيه كثيرونَ كأبي هلال العَسْكرِي وابن رشيق القِيرَوَاني، وصفِىّ الدين الحِلّي، وابن حِجَّة الحموي، وغيرهم ممَّن زَادُوا في أنواعه، ونظموا فيها قصائد تُعرف (بالبديعيَّات).
أقسام علم البديع:
ينقسم علم البديع إلى قسمين رئيسيين:
- المحسنات اللفظية: وهي التي يكون التحسين فيها راجعاً إلى الألفاظ، مثل:
- الجناس: وهو تشابه اللفظين واختلافهما في المعنى.
- السجع: وهو توافق أواخر الجمل في الحرف الأخير.
- الترصيع: وهو تزيين الكلام بألفاظ متوازنة.
- المحسنات المعنوية: وهي التي يكون التحسين فيها راجعاً إلى المعاني، مثل:
- الطباق: وهو الجمع بين المعاني المتضادة.
- المقابلة: وهي الجمع بين جملتين متقابلتين في المعنى.
- التورية: وهي إيراد لفظ له معنيان، أحدهما قريب والآخر بعيد.
أثر علم البديع في الكلام:
- لا يتعدَّى علم البديع تزيين الألفاظ أو المعاني بألوانٍ بديعةٍ من الجمال اللفظي أو المعنوي.
- يضفي على الكلام جمالاً وجاذبية، ويؤثر في نفوس السامعين والقراء.
- يساعد على إبراز المعاني وتوضيحها، ويجعل الكلام أكثر تأثيراً.
- يستخدمه الأدباء والشعراء في كلامهم لزيادته حسناً وجمالاً.
أهمية علم البديع:
- يعتبر علم البديع من أهم علوم البلاغة، فهو يساهم في تحسين جودة الكلام وجماله.
- يساعد على فهم أساليب البلاغة العربية، ويذوق جمالياتها.
- يمكن المتكلم أو الكاتب من استخدام الأساليب البديعية في كلامه، مما يجعله أكثر تأثيراً وجاذبية.
ملحوظة:
علم البديع ليس غاية في ذاته، بل هو وسيلة لتحسين الكلام وتزيينه. لذلك، يجب استخدامه باعتدال وتجنب المبالغة فيه، حتى لا يفقد الكلام رونقه وجماله.
التسميات
علم البلاغة