شرح: إحدى لياليك فهيسي هيسي - أَنا اِبن جَلا - إنه لأريض للخير - أخذت الأرض زخاريها

1- إِحْدَى لَيَاليكِ فَهِيسِي هِيسِي:
قال الأموي‏:‏ الهَيْسُ السيرُ أَيَّ ضَرْب كان، وأنشد‏:‏
إِحْدى لياليكِ فَهِيسِي هِيسِي -- لا تَنْعَمِي الليلَةَ بالتَّعْرِيس
يضرب للرجل يأتى الأمر يحتاج فيه إلى الجدّ والاجتهاد، ومثله قولهم‏:‏
إِحْدَى لياليكِ منَ ابْنِ الْحُر -- إذا مَشَى خلْفَكِ لم تَجْتَرّي
               إِلاَّ بقَيْصُومٍ وشِيح مُرِّ
يضرب هذا في المبادرة، لأن اللصَّ إذا طَرَد الإبلَ ضربها ضرباً يُعْجِلها أن تجتَرَّ‏.‏

2- أنَا ابْنُ جَلاَ:
يضرب للمشهور المتعالمَ، وهو من قول سُحَيم بن وَثيل الرِّياحيّ‏:‏
أنا ابْنُ جَلاَ وطَلاَّع الثَّنَايَا -- مَتَى أضَعِ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِي
وتمثل به الحجاج على منبر الكوفة‏.‏

قال بعضهم‏:‏ ابن جلا النهار، وحكى عن عيسى بن عُمَر أنه كان لا يصرف رجلا يسمى بضَرَبَ، ويحتج بهذا البيت، ويقول‏:‏ لم ينون جلا لأنه على وزن فَعَل، قالوا‏:‏ وليس له في البيت حجة، لأن الشاعر أراد الحكاية، فحكى الاسمَ على ما كان عليه قبل التسمية، وتقديره‏:‏ أنا ابنُ الذي يقال له جَلاَ الأمورَ وكشَفها‏.‏

3- إِنَّهُ لأَريَضٌ لِلْخَيْرِ:
يقال‏:‏ أَرُضَ أَرَاضَة فهو أريض، كما يقال‏:‏ خَلُق خَلاَقة فهو خَلِيق‏.‏
يضرب للرجل الكامل الخير، أي‏:‏ أنه أهلٌ لأن تأتى منه الخصال الكريمة‏.‏

4- أخَذَتِ الأَرْضُ زُخَارِيَّها:
وذلك إذا طال النبتُ والتفَّ وخرج زهره، و ‏"‏مكان زخَارِيّ النباتِ‏"‏ إذا كان نبتُه كذلك، من قولهم زَخَر النبتُ، قال ابن مُقْبل‏:‏
زخَاريّ النباتِ كأنَّ فيه * جياد العَبْقَرِيَّة والقطوع
يضرب لمن صَلُح حالُه بعد فساد‏.‏
أحدث أقدم

نموذج الاتصال