شرح: إن البغاث بأرضنا يستنسر - إن دواء الشقّ أن تحوصه - إن الجبانَ حتفه من فوقه.. للضعيف يصير قويا وللذليل يعز بعد الذل‏. قلة نفع الحذر من القدر

1- إنَّ البُغَاثَ بأَرْضِنَا يَسْتَنْسِرُ:
البغاث‏:‏ ضربٌ من الطير، وفيه ثلاث لغات‏:‏ الفتح، والضم، والكسر، والجمع بِغْثَان، قالوا‏:‏ هو طير دون الرَخمة، واستنسر‏:‏ صار كالنسر في القوّة عند الصيد بعد أن كان من ضعاف الطير.
يضرب للضعيف يصير قويا، وللذليل يعزّ بعد الذل‏.‏ 

2- إنَّ دَوَاءَ الشَّقِّ أنْ تَحُوصَهُ:
الْحَوْصُ‏:‏ الخياطةُ 
يضرب في رَتْق الفَتْق وإطفاء النائرة.

3- إنَّ الجبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ:
الحتفُ‏:‏ الهلاك، ولا يُبْنَى منه فِعل، وخص هذه الجهة لأن التحرُّزَ مما ينزل من السماء غير ممكن.
يُشير إلى أن الحَتْفَ إلى الجَبَان أسرعُ منه إلى الشجاع، لأنه يأتيه من حيث لا مَدْفَع له‏.‏

قال ابن الكلبي‏:‏ أولُ من قاله عمرو ‏(‏الشعر في اللسان منسوب لعامر ابن فهيرة‏)‏ ابن أمامة في شعرٍ له، وكانت مُرَادٌ قتلته، فقال هذا الشعر عند ذلك، وهو قوله‏:‏ 
لَقَدْ حَسَوْتُ الموتَ قبل ذَوْقِهِ -- إنَّ الجبانَ حَتْفُه مِنْ فَوْقِهِ
‏[‏كُلُّ امْرِئٍ مُقَاتِلٌ عَنْ طَوْقِهِ‏]‏ -- وَالثَّوْرُ يَحْمِي أنْفَهُ بِرَوْقِه
يضرب في قلة نفع الحذر من القدر

وقوله ‏"‏حسوت الموت قبل ذَوْقِهِ‏"‏ الذوق‏:‏ مقدمة الحَسْو، فهو يقول‏:‏ قد وطنّت نفسي على الموت، فكأني بتوطين القلب عليه كمن لقيه صُرَاحا‏.‏
أحدث أقدم

نموذج الاتصال