شرح: إن الْموصينَ بنو سهوانَ - إن الجواد عينه فراره.. لمن يسهو عن طلب شيء أمر به ولمن يدل ظاهره على باطنه فيغني عن اختباره

1- إنَّ الْمُوَصَّيْنَ بَنُو سَهْوَانٍَ:
هذا مثل تخبَّط في تفسيره كثيرٌ من الناس، والصوابُ ما أثْبِتُهُ بعد أن أحكي ما قالوا.

قال بعضهم‏:‏ إنما يحتاج إلى الوصية من يَسْهو ويَغْفُل، فأما أنت فغيرُ محتاج إليها، لأنك لا تسهو‏.‏
وقال بعضهم‏:‏ يريد بقوله بنو سَهْوان جميعَ الناس، لأن كلهم يسهو‏.‏

والأصْوَبُ في معناه أن يقال‏:‏ إن الذين يُوَصَّوْنَ بالشيء يستولِي عليهم السهوُ حتى كأنه مُوَكَّل بهم، ويدل على صحة هذا المعنى ما أنشده ابن الأعرابيّ من قول الراجز ‏(‏روى صاحب اللسان أولها في ‏(‏ع ل ا‏)‏ غير منسوب، وآخرها في ‏(‏س ه ا‏)‏ منسوبا إلى زربن أو في الفقيمي‏)‏‏:‏
أنشد من خَوّارةٍ عِلْيَانْ -- مَضْبُورَة الكَاهِلِ كالبُنْيَانْ 
ألْقَتْ طَلاً بمُلْتَقَى الْحَوْمَانْ -- أكثر ما طافت به يَوْمَانْ 
لم يُلْهِهَا عن هَمِّها قَيْدَانْ -- ولا الموصَّوْنَ مِنَ الرُّعْيَانْ 
إن الموصَّيْنَ بنو سَهْوَانْ

يضرب لمن يسهو عن طلب شيء أمر به والسَّهْوان‏:‏ السهو، ويجوز أن يكون صفة‏:‏ أي بنو رجُلٍ سَهْوَان، وهو آدم عليه السلام حين عُهِد إليه فسَهَا ونسى، يقال‏:‏ رجل سَهْوَانُ وسَاهٍ، أي إن الذين يُوَصَّوْن لابِدْعَ أن يَسْهُوا لأنهم بنو آدم عليه السلام‏.‏

2- إنَّ الجوَادَ عَيْنُهُ فُرَارُهُ:
الفِرار بالكسر‏:‏ النظر إلى أسنان الدابة لتعرُّفِ قدر سِنِّها، وهو مصدر، ومنه قول الحجاج ‏"‏فُرِرْتُ عَنْ ذكاء‏"‏ ويروى فُرَاره بالضم، وهو اسم منه‏.‏

يضرب لمن يدلُّ ظاهره على باطنه فيغني عن اختباره، حتى لقد يقال‏:‏ إنَّ الخبيثَ عينه فُرَاره‏.‏
أحدث أقدم

نموذج الاتصال