شرح وإعراب: ملك أضلع البريّة لا يو + جد فيها لما لديه كفاء

ملك أضلع البريّة لا يو + جد فيها لما لديه كفاء

من معلقة الحارث بن حلّزة. وقبل البيت الشاهد:
فملكنا بذلك الناس حتى + ملك المنذر بن ماء السماء
وهو الرّبّ والشهيد على يو + م الحيارين والبلاء بلاء

قوله: فملكنا .. البيت .. فيه إقواء، لأنه مكسور القافية.
وقوله: بذلك: يعني بالعزّ والامتناع وبالحروب التي كان الغلب لنا فيها ذللنا الناس حتى ملك المنذر بن ماء السماء.
وقوله: وهو الربّ .. الربّ: عنى به المنذر بن ماء السماء، والربّ هنا: السيّد.

والشهيد: الحاضر و «الحيارين» اسم بلد، يخبر أن المنذر كان شهد يوم الحيارين، وكان البلاء في ذلك اليوم بلاء عظيما.

وقوله: في البيت الشاهد: ملك: خبر آخر لقوله «هو» في بيت سابق، فيكون مشاركا للربّ في الخبرية، فإن الأخبار يجوز أن يأتي بعضها بالعطف وبعضها بدونه، كما هنا.

وقوله: أضلع البرية: أي: أشدّ البرية إضلاعا لما يحمل، أي: هو أحمل الناس لما يحمل من أمر ونهي وعطاء.

وقوله: لا يوجد فيها: معناه، ليس في البرية أحد يكافئه ولا يستطيع أن يصنع مثل ما يصنع من الخير.
والشاهد: على أن إضافة أفعل التفضيل لفظية لا تفيد تعريفا، بدليل أن «أضلع» وقع نعتا لملك، وهو نكرة فلو كانت تفيد التعريف لما صحّ وقوعه نعتا لنكرة.

وروي البيت «ملك أضرع البريّة» على أنه فعل ماض، أي: أذلّ البرية وقهرها، فما يوجد فيهم من يساويه في معاليه. وحينئذ لا شاهد في البيت. [الخزانة/ 4/ 361].
أحدث أقدم

نموذج الاتصال