شرح: إنه نَسيج وحده‏ - إن الشراك قد من أديمه - إنما يعاتب الأديم ذو البشرة - إن بينهم عيبة مكفوفة

1- إنَّهُ نَسِيجُ وَحْدِهِ‏:
وذلك أن الثوب النفيس لا يُنْسَج على مِنْواله عدةُ أثوابٍ، قال ابن الأعرابي‏:‏ معنى ‏"‏نَسِيجَ وَحْدِهِ‏"‏ أنه واحد في معناه، ليس له فيه ثان، كأنه ثوب نُسج على حِدَته لم ينسج معه غيره.

وكما يقال نسيج وحده يقال ‏"‏رَجُلُ وَحْدِهِ‏"‏ ويروى عن عائشة أنها ذكرت عمر رضي الله عنهما فقالت‏:‏ كان والله أحْوَذِيّاً، ويروى بالزاء، نَسِيجَ وَحْدِهِ قد أعدّ للأمور أقرانها، قال الراجز‏:‏
جاءت به مُعْتَجِراً بِبُرْدِهِ -- سَفْوَاء تردى بنَسِيجِ وَحْدِهِ

2- إنّ الشِّرَاكَ قُدَّ مِنْ أدِيمِهِ‏:
يضرب للشيئين بينهما قُرْبٌ وشَبَه‏.‏

3- إنّمَا يُعَاتَبُ الأدِيمُ ذُو البَشَرةِ‏:
المعاتبة‏:‏ المعاودة، وبَشَرة الأديم‏:‏ ظاهره الذي عليه الشَّعَر، أي أن ما يُعاد إلى الدباغ من الأديم ما سلمت بشرته‏.‏

يضرب لمن فيه مُرَاجعة ومُسْتَعْتَب‏.‏
قال الأصمعي‏:‏ كل ما كان في الأديم محتمل ما سلمت البشرة، فإذا نَغِلَتْ البشرةُ بطل الأديم‏.‏

4- إنّ بَيْنَهُمْ عَيْبَةً مَكْفُوفَةً‏:
العَيْبَة‏:‏ واحدة العِياب والعِيَبِ، وهي ما يجعل فيه الثياب‏.‏ وفي الحديث ‏"‏الأنصار كرشي وعَيْبَتي‏"‏ أي موضع سرى‏.‏
ومكفوفة‏:‏ مُشَرَّجَة مشدودة‏
ومعنى المثل أن أسباب المودة بينهم لا سبيل إلى نقضها‏.‏
أحدث أقدم

نموذج الاتصال