شرح: إن جانب أعياك فلحق بجانب - أنَا إِذن كالخاتل بالمرخة - أنَا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجب

1- إِنْ جَانِبٌ أعْيَاكَ فَلْحقْ بِجانِب:
يضرب عند ضِيق الأمر والحثِّ على التصرّف، ومثله‏"‏ (وفي الأرض للحرّ الكريم مَنَادِحُ) أي مُتَّسَع ومرتزق‏.‏

2- أنَا إِذَنْ كالخَاتِلِ بالْمَرْخَة:
المَرْخُ‏:‏ الشجر الذي يكون منه الزِّناد، وهو يطول في السماء حتى يُسْتَظَلّ به، قالوا‏:‏ وله ثمرة كأنها هذه الباقلاء‏.‏

ومعنى المثل‏:‏ أنا أباديك وإن لم أفعل فأنا إذن كمن يَخْتِلُ قِرْنَه بالمَرْخَة في أن لها ظلا وثمرة ولا طائل لها إذا فتش عن حقيقتها‏.‏
يضرب في نَفْي الْجُبْن‏:‏ أي لا أخَافُكَ‏.‏

3- أنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُها المُرَجَّبُ:
الْجُذَيْل‏:‏ تصغير الْجِذْل، وهو أصل الشجرة‏.‏
والمحكَّكُ‏:‏ الذي تتحكك به الإبل الْجَرْبى، وهو عُود ينصب في مَبَارك الإبل تتمرَّسُ به الإبل الْجَرْبى‏.‏
والعُذَيْق‏:‏ تصغير العَذْق - بفتح العين - وهو النخلة.

والمرجَّب‏:‏ الذي جعل له رُجْبَة وهي دِعامة  تُبْنَى حولَها من الحجارة، وذلك إذا كانت النخلة كريمةَ وطالت تخوَّفوا عليها أن تنقعر من الرياحِ العواصِفِ، وهذا تصغير يراد به التكبير، نحو قول لَبيد‏:‏
وكلُّ أناسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْنَهُم -- دُوَيْهِيَةٌ تَصْفَرّ مِنْهَا الأنامل
يعني الموت‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ هذا قول الْحُبَاب بن المنذِر بن الْجَمُوح الأنصاريّ، قاله يوم السَّقيفة عند بَيْعة أبي بكر، يريد أنه رجل يُسْتَشْفَي برأيه وعَقْله‏.‏
أحدث أقدم

نموذج الاتصال