شرح: إنما هو كبرق اللب - إن يبغ عليك قومك لا يبغي عليك القمر - إذا اتخذتم عند رجل يدا فانسوها - إنه لمنج

1- إِنَّمَا هُوَ كَبَرْقِ الْخُلَّبِ:
يقال‏:‏ بَرْقٌ خُلَّبٌ، وبرقُ خُلَّبٍ بالإضافة، وهما البرق الذي لا غَيْثَ معه كأنه خَادِع‏.‏ والخلَّبُ أيضاً‏:‏ السحاب الذي لا مَطر فيه، فإذا قيل‏:‏ برق الخلب، فمعناه برقُ السحابِ الخلب‏.‏
يضرب لمن يَعِدُ ثم يخلف ولا ينجز‏.‏

2- إِنْ يَبْغِ عَلَيْكَ قَوْمُكَ لاَ يَبْغِ عَلَيْكَ القَمَرُ:
قال المفضل بن محمد‏:‏ بلغنا أن بني ثعلبة ابن سعد بن ضبة في الجاهلية تَرَاهنوا على الشمس والقمر ليلة أربع عشرة، فقالت طائفة‏:‏ تطلع الشمس والقمر يُرَى، وقالت طائفة‏:‏ بل يغيب القمر قبل أن تطلع الشمس فتراضَوْا برجل جَعَلوه بينهم، فقال رجل منهم‏:‏ إن قومي يبغون علي، فقال العَدْل‏:‏ إِنْ يَبْغ عليك قومُك لا يبغ عليك القمر، فذهب مثلاً‏.‏ هذا كلامه‏.‏
والبغي‏:‏ الظلم، يقول‏:‏ إن ظلمك قومُك لا يظلمك القمر، فانظر يتبين لك الأمر والحق‏.‏
يضرب للأمر المشهور‏.‏

3- إذَا اتَّخَذْتُمْ عِنْدَ رَجُلٍ يَداَ فانْسَوْهَا:
قاله بعض حكماء العرب لبنيه‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ أراد حتى لا يقع في أنفسكم الطَّوْل على الناس بالقلوب، ولا تذكروها بالألسنة، وقال‏:‏ 
أَفْسَدْتَ بالمنِّ ما أصلَحْتَ من يُسُرِ ‏(‏بوزن عنق هنا، ويسر بوزن قفل، وهي بمعنى الغنى، والمحفوظ ‏"‏من نعم‏"‏‏)‏ * ليس الكريم إذا أَسْدى بمنَّانِ.

4- إِنَّه لَمُنَجَّذٌ:
أي مُحَنَّك، وأصله من الناجذ، وهو أقصى أسنان الإنسان، هذا قول بعضهم‏.‏ والصحيح أنها الأسنان كلها لما جاء في الحديث ‏"‏فَضَحِكَ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُه‏"‏ قال الشمَّاخ‏:‏ نَوَاجِذُهُنَّ كالحدَإِ الوَقِيع.

ويروى ‏"‏إنه لمنجد‏"‏ بالدال غير معجمة من النَّجْد وهو المكان المرتفع، أو من النَّجْدَة، وهي الشجاعة‏:‏ أي أنه مقوى بالتجارب‏.‏
أحدث أقدم

نموذج الاتصال