والله أنجاك بكفّي مسلمت + من بعد ما، وبعد ما، وبعدمت
كانت نفوس القوم عند الغلصمت + وكادت الحرّة أن تدعى أمت
هذان البيتان من كلام الفضل بن قدامة، أبي النجم العجلي.
قوله: مسلمت: هو مسلمة.
وقوله: مت: أصلها (ما) فقلب الألف هاء، ثم قلب هذه الهاء تاء تشبيها لها بهاء التأنيث.
والغلصمت: الغلصمة، وهي اللحم بين الرأس والعنق.
وجماعة القوم، وسادة القوم، يقال: هو في غلصمة من قومه، أي: في شرف وعدد.
وغلصمه غلصمة قطع غلصمته.
الله: مبتدأ.
وجملة أنجاك: خبره.
ومسلمت: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدل الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، وسكن لأجل الوقف.
قوله: من بعد ما.. وبعد ما.. ومت..
«ما» مصدرية، دخلت على كانت في بداية البيت الثاني.
والمصدر المؤول من (ما وكان).. مضاف إليه.
والغلصمة: مضاف إليه.
والشاهد: في البيتين: «مسلمت» و «مت» و «الغلصمت» و«أمت» أصلها: (مسلمة) و (ما) و (الغلصمة) و (أمة)، أما: مسلمت، وأمت، والغلصمت.. فقلبت هاء التأنيث تاء في الوقف.
وقد نصّ ياقوت الحموي في معجم البلدان (ظفار) على أن الوقف على هاء التأنيث بالتاء، لغة حمير، وأما (مت) فأصله (ما) فقلبت الألف هاء ثم قلب هذه الهاء تاء تشبيها لها بهاء التأنيث.
وقد سمعت هذه اللهجة في ديار الجزيرة العربية في أيامنا.
فيقولون (سيارت) و«طيارت» للسيارة والطيارة.
والمعروف في قاعدة الوقف على ما فيه تاء التأنيث، إذا كانت ساكنة لا تتغير نحو «قامت وقعدت».
وإن كانت متحركة، فإن كانت الكلمة جمعا نحو (مسلمات) وقف عليها بالتاء.
وإن كانت مفردة، فالأفصح الوقف بإبدالها هاء.
تقول: (هذه رحمه) (وهذه شجره). وبعضهم يقف بالتاء، وقد وقف بعض السبعة بالتاء في قوله تعالى إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ.
[الأعراف: 56] إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ [الدخان: 43] وسمع بعضهم يقول:
«يا أهل سورة البقرت»، فقال بعض من سمعه «والله ما أحفظ منها آيت». ومنه البيتان السابقان. [الخزانة/ 4/ 177، وشرح المفصل/ 5/ 89، وج 9/ 81، والهمع/ 2/ 209، والأشموني/ 4/ 214، واللسان «ما»].
التسميات
شرح شواهد شعرية