شرح وإعراب: ربّما أوفيت في علم + ترفعن ثوبي شمالات

ربّما أوفيت في علم + ترفعن ثوبي شمالات

البيت لجذيمة بن مالك بن فهم الملقب بالأبرص، أو الأبرش توفي نحو 268 م.

وهو الذي عاصر الملكة زنوبيا، وكان جذيمة من تنوخ قضاعة من ملوك العرب في الجاهلية، وملك ستين سنة، واستولى على ما بين الحيرة والأنبار والرّقة وما جاور بادية العراق.

وقد قتلته الزبّاء، فورثه ابن أخته عمرو بن عديّ جدّ مؤسسي دولة آل نصر اللخميين.

أقول: إنّ نقل أهل اللغة والنحو، شعر جذيمة الأبرش، والزباء، دليل على ثبوت هذا الشعر عندهم، ودليل على صلاحيته للاستشهاد به في قضايا اللغة والنحو.

ودليل أيضا على أن لغة العرب المضرية - لغة القرآن - كانت سائدة في بلاد العراق وديار الشام، قبل الإسلام بمدة طويلة.

وقوله: علم: أي: جبل.
والشمالات: جمع الشمال من الرياح، وخصّها لأنها تهبّ بشدة في أكثر أحوالها.
وقوله: أوفيت أي: أشرفت، يقول: أشرفت على مكان عال في جبل.
وجمع ريح الشمال: للإشارة إلى شدة الريح أو للدلالة على تعدد المرات التي كان يصعد فيها الجبل.

فالمعنى: أنه يحفظ أصحابه في رأس جبل، فيكون طليعة لهم، والعرب تفخر بهذا، لأنه دال على شهامة النفس وحدة النظر.

والشاهد في البيت: على أن (ربّ) فيه للتكثير، فهو يفخر بذلك، ويناسب الفخر التكثير.
وفي البيت شاهد آخر وهو توكيد «ترفعن» بنون التوكيد الخفيفة للضرورة، وقالوا: للضرورة، لأنهم شرطوا للتوكيد بالنون أن يسبق الفعل

بطلب، أو نفي، أو قسم، ولم يسبق الفعل بشيء من هذا.
[الخزانة/ 11/ 404، وسيبويه/ 1/ 154، وشرح المفصل/ 9/ 40، والهمع/ 2/ 38، والأشموني/ 2/ 131، وج 3/ 217، وشرح أبيات المغني ج 3/ 163].
أحدث أقدم

نموذج الاتصال