شربت بها والديك يدعو صباحه + إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا
البيت للنابغة الجعدي، من أبيات يصف في أولها الخمر.
والشاعر مخضرم عاش في الإسلام طويلا، دعا له رسول الله ب «لا فضّ فوك» فعاش عمره لم تسقط له سنّ.
وقوله شربت بها: أي منها، ويريد الخمر، وهذا في الجاهلية، أو قبل أن ينزل تحريمها.
وقوله: والديك يدعو صباحه: أي: يدعو في وقت إصباحه كناية عن وقت البكور، أو قبيل الفجر حيث يصيح الديك في هذا الوقت.
وقوله: دنوا: أي: مالت بنات نعش للغروب.
والتصوّب: الانحدار.
[الخزانة/ 8/ 82].
والشاهد: استعمال الواو (تصوبوا) في غير ضمير العقلاء.
وجمع «ابن» من غير ما يعقل جمع العقلاء المذكرين، فقال: بنو. وكان ينبغي أن يقول: بنات نعش، واحدها «ابن نعش».
لأن ما لا يعقل من المذكر والمؤنث يجمع جمع السلامة والتكسير، كحمّام وحمامات.
وقالوا: وحمل بنو نعش على ما يعقل لما كان دورها على مقدار لا يتغير، فكأنّها تقدر ذلك الدور وتعقله، فجاز هذا حيث صارت هذه الأشياء عندهم تؤمر وتطيع وتفهم الكلام.
وقال: دنوا، فتصوبّوا: وكان ينبغي أن يقول: دنون فتصوبن.
ومما يستجاد من هذه القصيدة قوله:
فإن تأخذوا مالي وأهلي بظنّة + فإنّي لحرّاب الرّجال مجرّب
صبور على ما يكره المرء كلّه + سوى العار إني إنّ ظلمت سأغضب
[شرح أبيات المغني ج 6/ 130، وكتاب سيبويه ج 1/ 240، وشرح المفصل ج 5/ 105، والخزانة ج 8/ 82].
التسميات
شرح شواهد شعرية