فأصبحن لا يسألنه عن بما به + أصعّد في علو الهوى أم تصوّبا
للأسود بن يعفر، وصعّد في الجبل إذا علاه.
والهواء: ما بين السماء والأرض.
والتصوّب: النزول. والشاهد: (عن بما به) على أنه من الغريب زيادة الباء في المجرور، فإنها زيدت مع (ما) المجرور ب (عن) [الأشموني/ 3/ 83، والهمع/ 2/ 22، والخزانة/ 9/ 527، واللسان «صعد»].
فيا لرزام رشّحوا بي مقدّما … على الحرب خوّاضا إليها الكرائبا
البيت لسعد بن ناشب المازني، في الحماسة، شاعر إسلامي في الدولة المروانية.
قوله: يا لرزام: اللام مفتوحة للاستغاثة. ورزام: اسم قبيلة. والترشيح: التربية والتهيئة للشيء. ورشّح للأمر: ربّي
له وأهّل، يقال فلان يرشّح للخلافة: إذا جعل وليّ العهد.
والكرائب: جمع كريبة، الأمر الشديد، فالكرائب: الشدائد.
والمعنى: يا بني رزام هيئوا بي رجلا، يتقدم إلى الموت ولا يحيد عنه، مقتحما الشدائد غير متنكب عنها، وتلخيصه: رشّحوا بترشيحكم رجلا هذه صفته، فأقام الصفة مقام الموصوف.
والبيت شاهد: على أنّ «خوّاضا» صيغة مبالغة حوّل من اسم الفاعل الثلاثي، وهو خائض، ونصب الكرائبا.
وكان الشاعر قتل له حميم، فأوعده الأمير بهدم داره إن طالب بثأره فقال قبل البيت:
سأغسل عني العار بالسيف جالبا + عليّ قضاء الله ما كان جالبا
وأذهل عن داري وأجعل هدمها + لعرضي من باقي المذمّة حاجبا
فإن تهدموا بالغدر داري فإنّها + تراث كريم لا يبالي العواقبا
إذا همّ لم تردع عزيمة همّه + ولم يأت ما يأتي من الأمر هائبا
[الخزانة/ 8/ 141، والمرزوقي/ 72].
التسميات
شرح شواهد شعرية