ولست بنازل إلا ألمّت + برحلي أو خيالتها الكذوب
فقد جعلت قلوص بني زياد + من الأكوار مرتعها قريب
الشعر لرجل من بني بحتر بن عتود، وقد رواه أبو تمام في الحماسة.
وقوله: «ألمّت»: الفاعل ضمير مستتر يعود على الحبيبة.
والخيالة: الطّيف، يقال: خيال وخيالة.
والكذوب: صفة الخيالة، ووصفها بالكذوب: لأنه لا حقيقة لها. ولم يؤنث الكذوب، لأن «فعولا» يستوي فيه المذكر والمؤنث.
يقول: لا أنزل محلا إلا رأيت الحبيبة تتصور لي من شدة شوقي إليها، أو رأيت خيالها في النوم، ولا أنفكّ منها في يقظة أو نوم.
وقوله: «أو خيالتها»: معطوف على الضمير المستتر في ألمّت، مع عدم توكيد المستتر بمنفصل، واكتفى بوجود الفصل بالجار والمجرور.
والقلوص: الناقة الشابّة.
والأكوار: جمع كور - بالضم - وهو الرحل بأداته يقول:
إذا سرحت لم تبعد في المرعى لشدة كلالها.
وقد اختلفوا في معنى «جعل» في البيت الثاني.
منهم من قال: إنها بمعنى «طفق» من أفعال المقاربة، يكون خبره جملة فعلية.
ومنهم من قال: إنها بمعنى «صيّر» تنصب مفعولين.
وعلى الرأي الأول: يكون خبر طفق الجملة الاسمية (مرتعها قريب) وتكون قد نابت الجملة الاسمية مناب الفعلية.. وهو قول مهلهل.
وعلى الرأي الثاني: يكون فاعل «جعلت»: ضميرا مستترا يعود على المرأة، في البيت السابق.
وتكون «قلوص» منصوبة، مفعولا أولا.
وجملة مرتعها قريب: مفعول ثان.. وهذا الإعراب أجود، وبه يرتبط البيتان.
[الهمع/ 2/ 141، والمرزوقي/ 310، والخزانة ج 5/ 119].
التسميات
شرح شواهد شعرية