شرح وإعراب: فلئن صرت لا تحير جوابا + لبما قد ترى وأنت خطيب

فلئن صرت لا تحير جوابا + لبما قد ترى وأنت خطيب

البيت من أبيات منسوبة لمطيع بن إياس الكوفي، وتعزى أيضا لصالح بن عبد القدوس، والاثنان من العصر العباسي.
وهي في رثاء يحيى بن زياد الحارثي.
وقيل: إنها ترجمة لكلام قاله أرسطاليس في رثاء الاسكندر.
والله أعلم.

وقبل البيت:
وينادونه وقد صمّ عنهم + ثم قالوا وللنساء نحيب
ما الذي عاق أن تحير جوابا + أيها المصقع الخطيب الأديب
فلئن... البيت...
في مقال وما وعظت بشيء + مثل وعظ بالصمت إذ لا تجيب

ويروى البيت في الشطر الثاني: (فيما قد ترى ..) ورواية «لبما» للبصريين الذين يجعلون الجملة بعد (لئن) جوابا للقسم المقدر، لسبقه، لا للشرط، لأن الشرط متأخر عن اللام الموطئة للقسم.

ورواية «فبما» للكوفيين، الذين يجعلون الجملة بعد (لئن) جوابا للشرط دون القسم.
وهذا الخلاف يجعل القارئ يقضي من العجب لأنّ الشاعر قال واحدة فقط، وتكون الرواية الثانية محرّفة لتوافق المذهب وهذا يجعلنا لا نثق في قواعدهم التي قعّدوها.

ثم إنّ البيت يروى هكذا أيضا:
إن تكن لا تطيق رجع جواب... فبما قد... الخ.
وعلى هذا فليس في البيت قسم.

والبيت شاهد على أنّ «ما» في قوله «لبما» كفّت الباء عن العمل.
وأنّ ما الكافّة تحدث في الباء معنى «ربّما» وعلى هذا فإنّ «ما» ليست مصدرية.

وقيل إنّ «ما» مصدرية، والباء جارّة، والتقدير: لانتفاء إحارتك جوابا برؤيتك وأنت خطيب.. وهو تأويل بعيد.
[شرح أبيات مغني اللبيب ج 5/ 258، والهمع/ 2/ 38، والعيني/ 3/ 347].
أحدث أقدم

نموذج الاتصال