وقد طفت من أحوالها وأردتها + سنين فأخشى بعلها وأهابها
ثلاثة أحوال فلما تجرّمت + علينا بهون واستحار شبابها
دعاني إليها القلب إني لأمره + سميع فما أدري أرشد طلابها
الأبيات لأبي ذؤيب الهذلي، خويلد بن خالد (- 27 هـ) شاعر مخضرم قدم على الرسول، فوصل المدينة وهو مسجى، وحضر الصلاة عليه ودفنه.
والأبيات يصف فيها ما لاقاه في سبيل محبوبته.
وقوله: أحوالها: أي: حولها، لتعدد الأماكن التي طاف فيها.
وقوله: ثلاثة: انتصب على البدل من سنين.
قوله: استحار شبابها: أي برعت محبوبته وبلغت النهاية.
وقوله: دعاني إليها: جواب لمّا.
ويروى: عصاني القلب: أي عصاني القلب ماثلا إليها وذاهبا نحوها.
فانقدت لهواه وآثرت العدول إلى رضاه.
وقوله: فما أدري: أراد: التبس الأمر عليّ، فلم أدر، أطلابها رشد أم غيّ، وهذا بيان حاله حين عصاه القلب وركبه الهوى. فتمكن منه، وذلك لأنه فارقه الجلد والحزم، فاستوى لديه الحسن والقبيح.
وجملة: إنّي لأمره سميع: استئناف بياني، والتأكيد للشك، ويجوز أن تكون اعتراضية، ويجوز أن تكون حالا من الياء في (دعاني) وجملة (فما أدري) معطوفة على (دعاني).
وطلابها: مبتدأ.
ورشد: خبره.
والجملة منصوبة المحل بفعل الدراية المعلق عنها بالاستفهام.
والشاهد في البيت الثاني: حذف المعادل للهمزة في قوله: أرشد طلابها، تقديره: أم غيّ. وقيل: لا حذف في الكلام، لصحة الكلام بدون تقديره.
[شرح أبيات المغني ج 1/ 21، والهمع/ 2/ 132، والأشموني/ 3/ 116، وديوان الهذليين 1/ 71].
التسميات
شرح شواهد شعرية