شرح وإعراب: وقد كنت تخفي حبّ سمراء حقبة + فبح لان منها بالذي أنت بائح - هلّا سألت النّبيتيّين ما حسبي + عند الشتاء إذا ما هبّت الريح - وردّ جازرهم حزما مصرّمة + في الرأس منها وفي الأصلاء تمليح - إذا اللّقاح غدت ملقى أصرّتها + ولا كريم من الولدان مصبوح

وقد كنت تخفي حبّ سمراء حقبة + فبح لان منها بالذي أنت بائح

البيت لعنترة بن شداد، وقوله: لان: أي: الآن. فحذف همزة الوصل والهمزة التي بعد اللام، ثم فتح اللام لمناسبة الألف. وقيل: هي لغة في (الآن).

والشاهد: قوله: (بالذي أنت بائح) حيث استساغ الشاعر حذف العائد على الاسم الموصول من جملة الصلة، لكونه مجرورا بمثل الحرف الذي جرّ الموصول وهو الباء.

والعامل في الموصول متحد مع العامل في العائد مادة، الأول: «بح»، والثاني: (بائح) ومعنى: لأنهما جميعا من البوح، بمعنى الإظهار والإعلان. [الخصائص/ 3/ 90، والأشموني/ 1/ 93، والعيني/ 1/ 478].

هلّا سألت النّبيتيّين ما حسبي + عند الشتاء إذا ما هبّت الريح
وردّ جازرهم حزما مصرّمة + في الرأس منها وفي الأصلاء تمليح
إذا اللّقاح غدت ملقى أصرّتها + ولا كريم من الولدان مصبوح

هذه الأبيات لرجل من بني النّبيت بن مالك - من اليمن - وكان قد اجتمع هو وحاتم والنابغة الذبياني عند امرأة يقال لها «ماوية» يخطبونها، فآثرت حاتما عليهما.
والرجل يفخر بقومه حين الجدب، حيث يكونون كرماء.
والشاهد في البيت الثالث.

وقوله: اللقاح: النوق الحلوب.
أصرّتها: جمع صرار، وهو خيط يشدّ بها رأس الضرع لئلا يرضعها ولدها، وإنما تلقى الأصرة حين لا يكون فيها درّ في سنيّ القحط، وقوله:

مصبوح: شرب اللبن في الصباح.
إذا: أداة شرط، اللقاح: اسم للفعل «غدت» المحذوف، فعل الشرط يدل عليه المذكور بعده، وخبره محذوف يدل عليه ما بعده والتقدير: إذا غدت اللقاح ملقى أصرّتها.
وغدت الثانية: فعل ناقص واسمها مستتر.
وملقى: خبره وهو اسم مفعول.
وأصرّتها: نائب فاعل لـ(ملقى).

لا: نافية للجنس.
كريم: اسمها مبني على الفتح.
من الولدان: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لكريم. مصبوح: خبر لا.

والشاهد فيه: ذكر خبر لا النافية، لكونه ليس يعلم إذا حذف، وقد يحذف إذا دلّ عليه دليل، كقولهم: لا بأس - ولا ضير.
[شرح المفصل/ 1/ 107، والخزانة/ 4/ 217].
أحدث أقدم

نموذج الاتصال