ألا أبلغ أبا إسحق أنّي + رأيت البلق دهما مصمتات
أري عينيّ ما لم ترأياه + كلانا عالم بالتّرّهات
كفرت بوحيكم وجعلت نذرا + عليّ قتالكم حتى الممات
الأبيات للشاعر سراقة بن مرداس البارقي (ت - 79 هـ).
وهو يخاطب المختار الثقفي وكان قد خرج الشاعر مع من خرج على المختار الثقفي، فأسر وأتي به إلى المختار فقال له: الحمد لله الذي أمكنني منك.
فقال سراقة: أما والله ما هؤلاء الذين أسروني فأين هم؟ إنّا لما التقينا رأينا قوما عليهم ثياب بيض وتحتهم خيل بلق، تطير بين السماء والأرض.
فقال المختار: خلّوا سبيله ليخبر الناس.
وكان المختار يدّعي تأييد السماء له، وأنّ الملائكة تحارب معه، فتخلص الشاعر من المأزق، بالاعتراف بما يدّعيه المختار، حيلة.
وقوله: كفرت بوحيكم: أي: ما تدّعونه من نزول الوحي عليكم. وقد انقطع الوحي منذ وفاة محمد عليه السّلام.
والشاهد في البيت الثاني: على أنه جاء بالفعل «ترأى» على الأصل من تحقيق الهمزة دون حذفها، والمشهور أن تقول «ترياه» بإسقاط الهمزة.
وقوله: أري: مضارع، فاعله ضمير مستتر تقديره «أنا». يتعدى لمفعولين. ويروى البيت (ما لم تبصراه) ولا شاهد فيه.
[شرح المفصل/ 9/ 110، وشرح أبيات المغني/ 5/ 139].
التسميات
شرح شواهد شعرية