شرح وإعراب: فأضحى ولو كانت خراسان دونه + رآها مكان السّوق أو هي أقربا

فأضحى ولو كانت خراسان دونه + رآها مكان السّوق أو هي أقربا

البيت للشاعر عبد الله بن الزّبير الأسدي، من العصر الأموي: والزبير هنا: بفتح الزاي، ومعناها الحمأة والطين الأسود المنتن، والكدر.

قال الشاعر:
وقد جرّب الناس آل الزّبير + فلاقوا من آل الزّبير الزّبيرا
أي: الحمأة والكدر.

وأما «الزّبير» بضم الزاي، مع التصغير، فهو من «الزّبر» وهو طيّ البئر بالحجارة وقيل للرجل العاقل، ذو زبر، كأن العقل قد شدده وقواه.
وزبرة الحديد: القطعة منه.

وللبيت قصة تقول: لما قدم الحجاج الكوفة، أمر الناس أن يلحقوا بابن المهلب لقتال الخوارج، فاعتذر له عمير بن ضابئ البرجمي بأنه شيخ، وطلب أن يرسل ابنه بدلا منه، فشهد شاهد أنّ عميرا كان من قتلة عثمان بن عفان، فأمر السياف أن يقطع رأسه.. فخاف الناس، ولحقوا بابن المهلب، فقال عبد الله بن الزّبير:
أقول لعبد الله لما لقيته + أرى الأمر أمسى منصبا متشعّبا
تجهز فإمّا أن تزور ابن ضابئ + عميرا وإمّا أن تزور المهلّبا
فما إن أرى الحجاج يغمد سيفه + يد الدهر حتى يترك الطفل أشيبا
فأضحى..... البيت.

وقوله: فأضحى: الفاء سببية، تسبّب ما بعدها عن قوله قبل البيت: تجهّز ...
وأضحى: فعل ناقص. اسمه ضمير مستتر يعود على عبد الله في البيت الأول.

وجملة رآها خبرها.
وتكون «لو» وصلية، لا جواب لها. لأنه يريد أن عبد الله صار كأنه رأى خراسان مكان السوق، قريبة منه، أو هي أقرب من السوق فذهب إليها من غير تأهب واستعداد، لشدة خوفه، وإن كانت خراسان دونه بمراحل. - والسوق - مكان البيع.

وقيل: خبر أضحى محذوف، «ولو» شرطية، و «رآها» جوابها.
والأول أقوى.

وقوله: دونه.. الضمير للسفر المفهوم من المقام، يعني: دون السفر، رأى خراسان مكان السوق للخوف.
والشاهد في: أو هي أقربا: وفيها أقوال: الأول: هي: توكيد للضمير في رآها.

وأقربا مفعول ثان.
الثاني: ضمير فصل، بين (هاء) مفعول أول لفعل محذوف تقديره: أو رآها، والمفعول الثاني: أقرب.

والثالث: أن يكون «أقرب» ظرفا، فتكون: هي، مبتدأ، و «أقربا» خبر والتقدير: أو هي أقرب من السوق ومثله قوله تعالى «والركب أسفل منكم» [الأنفال: 42].
[الخزانة ج 7/ 50، والأغاني/ 13/ 40].
أحدث أقدم

نموذج الاتصال