وما زرت سلمى أن تكون حبيبة + إليّ ولا دين بها أنا طالبه
البيت للفرزدق من قصيدة في مدح المطّلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي كان عامل الصدقات لمروان بن الحكم على صدقات طيّئ، من جهات جبلي أجأ وسلمى.
وقد وقع النحويون في خطأ فاحش عند ما رووه «ليلى» بدل «سلمى» ولم يطلعوا على قصة القصيدة وسبب قولها، ولم يقرؤوا البيت في سياقه، فجعلوا ليلى امرأة، ينفي الفرزدق أن يكون زارها لحبه لها.
والصحيح «وما زرت سلمى» وسلمى أحد جبلي طيّئ ويريد:
وما زرت ديار جبل سلمى لأنها حبيبة إليّ ولا لأنّ لي دينا أطلبه، ولكن:
ولكن أتينا خندفيا كأنه + هلال غيوم زال عنه سحائبه
والشاهد في البيت: «ولا دين» حيث رويت «دين» بالجرّ.
عطفا على محلّ «أن تكون»، إذ أصله «لأن تكون».
والمعروف أن محلّ (أن وأنّ) وصلتهما بعد حذف الجار، النصب.
فالعطف عليهما يكون بالنصب وقد أجيب عن هذه الرواية، بأنه عطف على توهّم دخول اللام على «أن تكون».
وخير من هذا وذاك، أن نرويها بالنصب (ولا دينا) وينتهي الإشكال.
[الإنصاف/ 395، وشرح أبيات المغني/ 7/ 136، والهمع/ ج 2/ 81، والأشموني ج 2/ 92].
التسميات
شرح شواهد شعرية