وقال متى يبخل عليك ويعتلل + يسؤك وإن يكشف غرامك تدرب
هذا البيت قاله امرؤ القيس.
والشاهد: ويعتلل...
قال: إنّ نائب الفاعل ضمير مصدر مختص بلام العهد.
والمعنى: ويعتلل الاعتلال المعهود أو أنّ نائب الفاعل ضمير مصدر مختص بصفة محذوفة.
والتقدير: ويعتلل اعتلال عليك.
[شرح أبيات المغني/ 7/ 113، والأشموني/ 2/ 15، والعيني/ 4/ 506].
ولست بنحويّ يلوك لسانه + ولكن سليقيّ أقول فأعرب
هذا البيت قائله غير معروف، ويبدو أنه لشاعر محدث يهجو أهل النحو بفساد السليقة العربية، وهو قول مبالغ فيه.. لأن أعلام النحو أهل ذوق، وقد أعطاهم الله الدّقة في الفهم للتفريق بين المعاني.
ولا ننكر أن الخليل نحوي، وهو إمام في العربية، وشيخ النحويين سيبويه، فإنه تمرس بكلام العرب حتى أجاد فنونه، وقس على ذلك الأئمة المتقدمين: كالفراء والأخفش والكسائي، ومن المتأخرين، فإننا لا ننكر إمامة ابن مالك صاحب الألفية، وابن هشام صاحب المغني، وشارح «بانت سعاد». فإنهما بحران لا ينزفان ...
ويكفي أن يكون في كل عصر علم مثل من ذكرت، ليدرأ عن أهل النحو تهمة فساد الذوق.
وكما أن في النحويين من ماتت سليقته، كذلك في أهل الأدب من أساء إلى الأدب.
والشاهد في البيت: «سليقيّ» فإنّ ياء فعيلة، إذا كانت صحيحة العين غير مضعّفة، تحذف هذه الياء، وينسب إلى سليقة «سلقي» ولكن الذوق لا يمجّ، سليقيّ، وطبيعي، وعقيدي.
فهذه ألفاظ لم يعرفها عرب الجاهلية، ولو عرفوها، لاستساغوا النسبة إليها بدون حذف الياء.
[الأشموني/ 4/ 86، واللسان (سلق)، والتصريح/ 2/ 231، والعيني/ 4/ 543 / وشرح شواهد الشافية/ 112].
التسميات
شرح شواهد شعرية